-->

سمكة تشبة العفريت ، صياد يعثر على كائن بحرى غريب

 فوجئ صياد بسمكة قرش غريبة الشكل قبالة سواحل أستراليا، حيث بدت بأسنان حادة وإبتسامة شبيهة بالإنسان.


وحسبما ذكرت صحيفة " ديلي ميل " البريطانية فقد إصطاد ترابنمان بيرماغوي سمكة القرش قبالة سواحل نيو ساوث ويلز وأثارت الصورة لسمكة القرش الغريبة تعليقات عديدة على مواقع التواصل الإجتماعي حيث وصفها البعض بالسمكة الشريرة، في حين قال آخرون إنها تبتسم كما نفعل نحن.

سمكة العفريت ، الغوبلن

ووفق المدير المساعد للأبحاث في مختبر الساحل والبحر بجامعة ولاية فلوريدا " دين غروبس " فإن السمكة هي من نوع قرش الغوبلن أو سمكة العفريت .


وينتشر هذا النوع من أسماك القرش وفق غروبس في المحيطين الهندي والأطلسي وأجزاء من المحيط الهادئ ، ويتمتع قرش " الغوبلن " بزعنفتين ظهرية قصيرة وأخرى أعلى من أنواع أسماك القرش الأخرى.


ويمكن أن يصل طول الذكور من هذا النوع من أسماك القرش إلى 2.6 قدم بينما يمكن يصل طول الإناث إلى 3 أقدام ، ويعد قرش الغوبلن معرض لخطر الإنقراض علما أنها مستهدفة بشكل كبير لزيوتها ولحومها.


القرش العفريت وإسمه العلمي ميتسوكورينا أوستوني ، هو نوع نادر من قروش أعماق البحار ، يطلق عليه أحيانا بأنه أحفورة حية فهو النموذج الوحيد المتاح ضمن فصيلة الميتسوكورينات، وهي سلالة يبلغ عمرها 125 مليون سنة.


يمتلك هذا القرش مظهر مميز من لونه الوردي وخطمه المسطح الطويل، مع فكين بارزين جدا يحتويان على أسنان بارزة تشبه الأظافر ، يبلغ طول الأفراد الناضجة عادة ما بين 3-4 متر (10-13 قدم) ولكنها قد تنمو بشكل أكبر.


 تتواجد هذه القروش في المنحدرات القارية العليا والأخاديد الغائصة والجبال البحرية في جميع أنحاء العالم على أعماق أكبر من 100 م (330 قدم) مع تواجد الأفراد البالغة في أعماق أكبر من الصغار.


تشير الخصائص التشريحية المختلفة للقرش العفريت بأنه يتسم بالخمول وعدم النشاط، يصطاد هذا القرش العظميات ورأسيات القدم والقشريات بالقرب من قاع البحر وفي منتصف عمود الماء.


تصطاد أعداد صغيرة من قروش العفريت عن غير قصد بواسطة مصايد المياه العميقة، حدد الإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة بأن القرش العفريت غير مهدد بالإنقراض، وذلك على الرغم من ندرته معتمدين على إنتشاره الواسع وإنخفاض معدل صيده .


كان أصل إسم جنس القرش العفريت (ميتسوكورينا) تيمنا بكيغو ميتسوكوري، وهو عالم حيوان ياباني درس في كلية لندن الجامعية في عقد 1860، أما اسم النوع (أوستوني) فتيمنا بألان أوستون، وهو باحث بريطاني كان مهتما بجمع عينات للحياة البرية في شرق آسيا، وأخيرا فإن الإسم الشائع (القرش العفريت) هو ترجمة «تينغوزامي» الذي كان إسم لهذا الكائن باللغة اليابانية القديمة، والمقصود به التينغو لكونه مخلوقا خرافيا ذا وجه أحمر وأنف طويل قد يشبه بخطم القرش، ويقال له أيضا «قرش الإلف» أي الجنية.


يعتبر القرش العفريت النوع الأقدم في رتبة القروش الحديثة بحسب دراسات علم الوراثة العرقي وعلم التشكل، ووفقا لما تؤكده إختبارات النسالة الجزيئية يعود عمر فصيلة هذا القرش  لما بين 113 إلى 125 مليون سنة، يتفرد القرش العفريت بخطم طويل مسطح ويقل طول هذا الخطم مع تقدم القرش في العمر وعيون هذا القرش صغيرة وليس لها غشاء وخلف العينين متنفسات (فتحات للتنفس)، وأما الفاه فشكله مثل القطع المكافئ، ويمكن للقرش أن يدفع فكيه للأمام حتى يصير طولهما مماثلا لخطمه إن إحتاج لذلك (أثناء الصيد مثلا)، وله 35-53 سنا في فكه العلوي و31-62 في فكه السفلي، وهذه الأسنان كبيرة ورقيقة في منتصف الفك بينما لها عدة تحدبات في الأطراف، وحجمها أصغر في مؤخرة الفك وزواياه ورؤوسها مسطحة مثل الطواحن، وتختلف أحجام الأسنان كثيرا بين القروش كما قد تكون لها نتوءات على جانبي شرفة السن أو فجوات بين الأسنان ، ولكل قرش عشرة فتحات خياشيم قصيرة والخيشوم داخلها ليس مغطى بالكامل وتقع اثنتان من الفتحات فوق الزعنفة الصدرية.


جسد القرش العفريت نحيف وهش في مظهره العام، وجلد هذا القرش ناعم وشبه شفاف ومغطى بحراشف قاسية مميزة الشكل وعادة ما يكون لون الجلد وردي بسبب الأوعية الدموية المرئية تحته ويقتم لونه مع تقدم القرش في السن، إذ تولد صغاره ولونها قريب من الأبيض الناصع ولون الزعانف رمادي أو أزرق شفاف، والعينان سوداوان تتخللهما خطوط زرقاء في القزحية، ويتحول لون الجسم بعد الموت بسرعة إلى البني أو الرمادي القاتم.


عادة ما يتراوح طول القرش العفريت مكتمل النمو بين ثلاثة إلى أربعة أمتار، وعثر في سنة 2000 على أنثى بطول قياسي قدر بما بين 5.4 إلى 6.2 متر، وأما الوزن القياسي المسجل فهو 210 كيلوجرامات لقرش طوله 3.8 أمتار.


تعد حاسة النظر أقل أهمية من الحواس الأخرى، مع الأخذ بعين الإعتبار السقف البصري الصغير نسبيًا في دماغ القرش ، يستطيع القرش العفريت تغيير حجم الحدقة وذلك على عكس معظم قروش أعماق البحار وبالتالي فإنه قد يستخدم حاسة النظر في بعض الحالات.


يتغذى القرش العفريت بشكل رئيسي على الأسماك العظمية مثل أسماك الرتيل وأسماك التنين كما تتغذى أيضا على رأسيات القدم والقشريات مثل عشاريات ومتماثلات الأرجل كما عثر على قمامة في معدة بعض العينات.


تُعتبر المعلومات المتوافرة حول تكاثر القرش العفريت قليلة وذلك لأنه لم يعثر حتى الآن على أي أنثى حامل لدراستها، يحتمل أن القرش العفريت يشترك في الخصائص الإنجابية مع قروش الماكريل الأخرى، حيث ينشئ الصغار داخل الأم ويولدون أحياء مع بطن صغير الحجم وأجنة تنمو أثناء الحمل عبر تناول البيض غير المنتج (أكل البويضات) ، يحتمل أن حجم المولود يكون 82 سـم (32 بوصة) تقريبا وذلك وفقا لأصغر عينة معروفة.


ينضج الذكور جنسيا عند طول 2.6 م (8.5 قدم)، أما حجم نضوج الإناث غير معروف حتى الآن لا توجد أي بيانات متاحة حول مرحلتي النمو والشيخوخة.


يعيش القرش العفريت في المياه العميقة لذلك نادرا ما يقابل الإنسان أو يهدده، ولا تربى هذه القروش في مزارع السمك، ولكنها تصاد عرضا في الشباك الخيشومية والخيوط الطويلة وأثناء الترولة، أو قد تقع أسيرة في عتاد الصيد بطرق عديدة. 


ونادرا ما يصطاد القرش العفريت بهذه الطرق غير المقصودة، فمن الأماكن القليلة التي يظهر فيها بشباك الصيد السواحل الجنوبية لليابان، ويقع هناك نحو 30 قرشا سنويا معظمها غير ناضجة، كما يقع قرشان أو ثلاثة سنويا في مصيدة قبالة شواطئ مدينة ماديرا البرتغالية. 


وحدث في شهر أبريل 2003 أن اصطيد أكثر من مئة قرش عفريت في مياه شمال غرب تايوان، وليس من المعروف كيف اصطيدت كل هذه القروش في حادث واحد، لكن بعض الباحثين إعتقدوا أن الأمر قد يكون مرتبطا بزلزال كبير سبقه، إذ لم يسجل وجود هذا القرش في تلك المنطقة سابقا ولم يعثر عليه بأعداد كبيرة منذئذ. 


صنف القرش العفريت على أنه نوع غير مهدد في قائمة الإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، فهو يعيش في رقعة جغرافية واسعة ويعتقد أن بيئته معزولة عن صيادي السمك (لأن من النادر أن يصطاد قرش بالغ منه)، رغم ذلك صنف هذا القرش على أنه مهدد بالخطر ونادر في الطبيعة لدى قسم حماية البيئة بدولة نيوزيلندا في سنة 2018؛ وذلك بسبب نقص البيانات المعروفة عنه إعتمادا على نظام تصنيف التهديدات في نيوزيلندا .