ليست دائماً القصص التي تروي عن الجزر المرعبة مجرد خيال ، فهناك العديد من الجزر حول العالم غامضة ولا يُعرف مصير الكثير من الأشخاص الذين قرروا زيارتها أو الإقامة فيها . 

»جزيرة مياكي جيما  Miyake jima Island :

علي بعد 180 كم جنوب شرق طوكيو ، بتقع واحدة من أغرب جزر العالم علي الإطلاق ألا وهي جزيرة مياكي جيما ، أو جزيرة أقنعة الغاز ، الجزيرة لا يجب دخولها إلا بإرتداء قناع غاز ومحظور التحرك من دون هذا القناع طوال تواجدك في هذه الجزيرة ، علي الرغم أنها جزيرة بركانية إلا أنها مأهولة بالسكان ، وأهلها رافضين الهجرة منها حتي بهذا الرعب الذي يوجد بها . 

لكن في عام 2000 ومع ثوران بركان جبل "أوياما Oyama" ، كان لا يوجد مفر من الهروب بحياتهم مع كم الرماد البركاني الذي غطي المنطقة بالكامل ، وبعد عودتهم للجزيرة مرة تانية أصبح لازماً علي كل فرد أنه يبقي لديه قناع الغاز طوال الوقت تحسباً لإرتداءه إذا إرتفعت مستوي الأدخنة في الجو . 

وبمجرد سماع سرينة الإنذار علي الجزيرة يرتدي السكان قناع الغاز في تلك اللحظة ، وهي السرينة التي إعتادوا سماعها بإستمرار وبالرغم من الإجراءات الوقائية إلا أن أمراض الصدر منتشرة بين المواطنين وخاصة بين الصغار. 

جزيرة مياكي جيما

» جزيرة بوفيليا Poveglia Island :

علي بعد أقل من كم من مدينة البندقية في إيطاليا ، بتقع جزيرة صغيرة تسمي جزيرة بوفيليا ، كانت الجزيرة الملجأ الأخير لمرضي الطاعون خلال حكم الإمبراطورية الرومانية ، ومئات الألاف من المرضي لفظوا أنفاسهم الأخيرة علي أرضها ، وفي القرن 18 تم إستخدامها مرة ثانية كحجر صحي لمرضي الطاعون وغيره من الأمراض الخطيرة ، ومن كثرة أعداد الوفيات علي الجزيرة كانت الجثث التي لم يتم حرقها يتم دفنها في مقابر جماعية ، ويقال إن تربة الجزيرة بتضم 50 % من رماد الضحايا ، وفي عام 1922 تم بناء مستشفي للأمراض العقلية علي الجزيرة ، وإشتهر عن المستشفي قيام أطبائها بإجراء تجارب مخيفة علي المرضي ، منهم طبيب إنتحر بالقفز من أعلي المستشفي مع تقارير تقول إن هذا الدكتور أصيب بالجنون بسبب مطاردة الأشباح له علي الجزيرة . 

جزيرة بوفيليا

» جزيرة هارت Hart Island :

طبقاً لعدد من التقارير ، يرجح وفاة أكثر من مليون بني آدم في حفر عميقة بجزيرة "هارت" الأمريكية ، الجزيرة المعروفة بإسم جزيرة الموتي ، كانت في الماضي موقع مركز لإعادة التأهيل من المخدرات وسجن ومنطقة حجر صحي لمرضي الحمي الصفرا ، وعلي مدار السنين تم إكتشاف أكثر من 85 ألف جثة في مقابر جماعية علي أرض الجزيرة ، والدخول إليها محظور بإستثناء الناس التي لديهم أقارب مدفونين عليها ، وأنهم أيضاً يحتاجون إلي تصاريح قبل دخولها ، وكثير من الأمريكان يعتقدوا أن الجزيرة مسكونة بسبب العدد المهول للقتلي علي أرضها . 

جزيرة هارت

» الجزيرة الملعونة Gaiola :

بالرغم من جمالها وقربها الشديد من خليج نابولي في إيطاليا ، إلا أن السكان المحليين إعتادوا تجنب جزيرة "جيولا Gaiola " خوفاً من تحولهم لضحايا جدد للعنتها الشريرة ، الجزيرة المعروفة بإسم الجزيرة الملعونة  بتخفي بين جمالها مصير شبه محتوم علي كل من سكن فيها ، و دائماً ما إرتبط سوء الحظ والموت بأي حد يقوم بشرائها أو يقرر السكن فيها . 

يرجع تاريخ لعنة الجزيرة لأوائل القرن ال 19 لما كان منعزل علي أرضها ناسك معروف بإسم "الساحر" ، وكان يعيش بفضل صدقة الصيادين اللي إعتادوا المرور عليه بإستمرار ، لكن فجأة وبدون أي مقدمات ، إختفي الرجل بدون أي أثر من علي الجزيرة ومن المنطقة كلها ، حي كان أو ميت ، وفي عشرينيات القرن ال 20 كانت الجزيرة ملك للسويسري "هانز برون Hans Braun"  والذي كان يعيش في منزل علي الجزيرة هو وزوجته ، وفي يوم تم العثور عليه مقتول وملفوف داخل سجادة بدون أي دليل علي القاتل أو سبب الجريمة ، وبعدها بفترة تم العثور علي زوجته وهي غارقة في المياه بالقرب من الجزيرة .

المالك الذي كان يعيش بعد السويسري وزوجته كان رجل ألماني أصيب بأزمة قلبية وتوفي وهو علي الجزيرة ، المالك الذي جاء بعده إنتحر بعد ما أصيب بالجنون ودخل مستشفي للأمراض العقلية في سويسرا ، الرجل الذي سكن بعده علي الجزيرة كان رجل أعمال ألماني لديه مصنع عملاق لصناعة الصلب لكن بعد شراءه الجزيرة بفترة أعلن إفلاسه. 

ومن الملاك المعروفين للجزيرة علي مدار تاريخها الحافل بالكواراث ، كان الإيطالي الشهير "جياني أنيللي Gianni Agnelli" رئيس نادي يوفنتوس السابق والمساهم الرئيسي في شركات فيات للسيارات ، وبالرغم من نجاحاته علي المستوي المهني ، إلا أنه واجه مصائب قاسية علي المستوي الشخصي سواء في إنتحار إبنه أو وفاة إبن أخوه بنوع نادر من السرطان عن عمر يناهز ال 33 عام .

ومن المشاهير أيضاً الذين قاموا بشراء الجزيرة كان الملياردير الأمريكي "ج.بول جيتي J.Paul Getty" ، وهذا الرجل عاني من وفاة أصغر أبنائه وإنتحار إبنه الأكبر بالإضافة إلي إختطاف حفيده ، وكل هذا بعد ما قام بشراء تلك الجزيرة الملعونة  . 

وحالياً تعتبر الجزيرة جزء من محمية بحرية في المنطقة تحت إدارة حكومية .  

الجزيرة الملعونة جيولا

» جزيرة رونوك Roanoke Island :

تعتبر جزيرة رونوك بالقرب من ساحل كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية والمعروفة أيضاً بإسم جزيرة المستعمرة المفقودة ، واحدة من أغرب الألغاز في التاريخ وأكثرها رعباً علي الأطلاق .

الجزيرة كانت موقع لمستوطنة إنجليزية عام 1587 م ضمت حوالي 120 فرد من رجال ونساء وأطفال ، في هذا الوقت الجزيرة لم تكن مهجورة ولكن كان يعيش عليها بعض من السكان الأصليين للأمريكتين ، لكن العلاقة بينهم وبين الإنجليز لم تكن في أحسن حال ، و هذه العملية صعبت من حياة أهل المستوطنة خصوصاً مع نقص الموارد بإستمرار . 

وفي نهاية عام 1587 قرر حاكم المستعمرة "جون وايت John white " أنه يسافر إلي بريطانيا لتوفير الموارد اللازمة للسكان خصوصاً مع وجود أطفال ما بينهم ، لكن وبسبب الحرب الوشيكة وقتها مع الأسبان ، لم ينجح "وايت" في الرجوع للجزيرة إلا بعد 3 سنين ، وهنا كانت المفاجأة.  

مع وصوله للجزيرة في عام 1590 فوجئ "وايت" أن المستعمرة إختفت من علي وجه الأرض ، ولا يوجد أي أثر لسكانها البالغ عددهم أكثر من 100 فرد ، لا أحياء ولا أموات ، ولا يوجد أي أثر علي عراك أو دم أو أي شئ كان يدل علي مصير أهلها من رجال ونساء أو حتي أطفال ، ولحد الأن وبعد أكثر من 400 سنة مازالت الإجابة عن لغز إختفائهم شأنها شأن المستعمرة ، مفقودة ولا أحد يعرف أن يعثر عليها .  

جزيرة رونوك

» جزر بيكيني Bikini Islands : 

وإن كان معظم جزر العالم بينظر إليها كرمز لجمال طبيعة الطبيعة وسحرها ، إلا أن جزر بيكيني المرجانية شاهد حي علي قبح سكان الأرض وقسوة أهلها . 

الجزر الواقعة في المحيط الهادي إختارتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 1946 لكي تكون موقع تجاربها النووية في أوائل عصر الحرب الباردة ، وعلي مدار 12 سنة قامت بإجراء 23 إنفجار نووي في المنطقة علي أرض الجزر وفي المياة المحيطة بها ، و هذه التجارب نشأ عنها إختفاء 3 جزر بالكامل من علي وجه الأرض ، بخلاف الإشعاعات التي غطت أراضي الجزر بالكامل ، العجيب أن هذه الجزر والمعروفة بإسم حلقية بيكيني Bikini Atoll لم تكن جزر مهجورة بل كان يوجد بها عدد كبير من العائلات يعيشون حياتهم عليها بسلام علي الصيد والرعي من سنين طويلة ، وإضطرت الناس أنها تهجر أرضها ووطنها وتخرج منها لكي تمنح الفرصة للأمريكان لينفذوا تجاربهم في أمان . 

بعض الأسر من أهل الجزيرة ونسلهم قرروا العودة لوطنهم مرة ثانية في السبعينيات ، إلا أن الإختبارات أكدت علي إرتفاع نسبة الإشعاعات التي خلفتها التجارب في المنطقة ، و إلي الأن مازال لدي الناس خوف من الإقتراب من أراضي الجزر أو حتي المياة المحيطة بها خوفاً من التعرض لأي أمراض سرطانية.  

جزر بيكيني

» جزيرة نورفولك Norfolk Island :

في جنوب المحيط الهادي تقع جزيرة إسترالية صغيرة في منتهي الجمال تسمي جزيرة نورفولك ، وبالرغم من جمالها إلا أنها عرفت قديماً بإسم "جحيم المحيط الهادي" . 

في عشرينيات القرن ال 19 تم إختيار الجزيرة للمرة الثانية من جانب بريطانيا العظمي لكي ترجع مستعمرة عقابية لأسوء المجرمين علي الإطلاق ، والشخص الذي كان يدخل الجزيرة من المحكوم عليهم كان يفقد أي أمل للخروج منها مرة ثانية.  

أستغل المسئولين عن المستعمرة المسجونين في إجبارهم علي الأشغال الشاقة علي الجزيرة في الأعمال الزراعية وبناء الطرق وغيرها ، وإعتادوا تقيدهم في سلاسل ثقيلة طوال فترة العمل ، وتنوع عقاب المُدانين ما بين الجلد و الحبس الإنفرادي الذي كان يوصل أصحابه أحياناً لحد الجنون ، حجم العذاب اللي عاش فيه المُدانين كان بيدفعهم لقتل بعضهم البعض ، وليس من باب الكراهية ولكن كان بهدف الحصول علي حكم الإعدام وتخليص نفسهم من عذاب الحياة في جحيم الجزيرة . 

وشاع عن الجزيرة أن أشباح المسجونين الذين ماتوا علي أرضها مازالت موجودة إلي اليوم و يحاولون الإنتقام لأنفسهم ، وتكررت القصص عن نشاطات غير عادية تحدث هناك مثل سماع أصوات صراخ في الليل ومشاهدة أشباح وغيرها ، والغريب أن السكان المحليين الأن بيستغلوا تاريخ الجزيرة والشائعات عنها في جذب السياح لزيارتها والتأكد من حقيقة النشاطات الغريبة علي أرضها ، وسنوياً يزورها ما يقرب من 30 ألف سائح من هواة البحث عن الإثارة وصيد الأشباح .  

جزيرة نورفولك