الصواريخ الباليستية يد الردع الطويلة Intercontinental Ballistic Missiles
الصواريخ الباليستية العابرة للقارات INTERCONTINENTAL BALLISTIC MISSILES
قد يعتقد البعض أنه مع التطور والتقدم التقني والتكنولوجي الحالي في العالم ، يجب أن يكون بناء الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM) مهمة سهلة ولكن يبدو أن العكس تمامًا هو الصحيح ، ففي العالم ، تمكنت حوالي عشر دول فقط من بناء صواريخ باليستية عابرة للقارات بنجاح أهمها أمريكا وروسيا والصين والهند وباكستان وفرنسا وبريطانيا وتعتبر روسيا من أكثر الدول إمتلاكا للصواريخ الباليستية وأكثرها قدرة وقوة .
الصواريخ الباليستية ( ICBM ) :
الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أو Intercontinental Ballistic Missiles , هي صواريخ تتميز عن غيرها من الصواريخ الأخري بمداها البعيد ، فالصواريخ الباليستية هي صواريخ بعيدة المدي يصل مداها إلى أكثر من 5000 كيلومتر صممت تلك الصواريخ لتكون قادرة علي تهديد وضرب مواقع وأهداف بعيدة المدي في قارات ومناطق بعيدة جدا عن مكان إطلاق الصاروخ وربما أصبحت الصواريخ الباليستية أكثر نفعا وأقل تكلفة من إستخدام الطائرات .
الصواريخ الباليستية ( ICBM ) لها القدرة علي حمل أكثر من رأس حربي تصيب بها أهداف مختلفة بعد توجيهها بعد الإنفصال عن الصاروخ الرئيسي ، تحمل الصواريخ الباليستية جميع أنواع الرؤوس الحربية سواء نووية أو كيميائية أو بيلوجية أو حتي الرؤوس التفجيرية العادية.
يمكن إطلاق الصواريخ الباليستية من قواعد أرضية أو من مخابئ تحت الأرض أو حتى بواسطة منصات متحركة على الناقلات أو القطارات ، كما يمكن إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات من الغواصات والسفن وبعض الطائرات .
الصاروخ الباليستي :
يتراوح طول الصاروخ الباليستي بين 9 - 30 متر ويملأ تقريبًا بالوقود السائل أو الصلب .
الصواريخ الباليستية طويلة المدي تقضي الجزء الأكبر من رحلتها في الفضاء الخالي من الهواء، وهو ما يمكنها من الوصول إلى سرعة أكثر من 20 مرة سرعة الصوت ، ( 7 كم في الثانية ) وهي سرعة تسمح لتلك الصواريخ بالسفر بين القارات ، وقد قسم الخبراء الصواريخ الباليستية الي صواريخ باليستية بعيدة المدي ( أكثر من 5500 كم ومدي قد يصل إلى أكثر من 13 ألف كيلومتر ) واخري فوق متوسطة المدي ( حتي 5000 كم ) وثالثة متوسطة المدي ورابعة قصيرة المدي ( 1200 كم )
الصاروخ الباليستي |
يتملئ الصاروخ الباليستي بالوقود السائل من مواد مقطرة غنية بالكربون والهيدروجين تدمج مع الأوكسيجين السائل داخل المحرك لتحترق وينتج منها قوة دافعة تحرك الصاورخ إلى أعلى وهذا هي مهمة المحرك . بينما يتكون الوقود الصلب من مسحوق بعض المعادن مثل الزنك أو المغنيسيوم يتم خلطها مع مصدر صلب للأوكسيجين أو خليط منها جميعًا يحترق داخل المحرك ، حيث أن كل الصواريخ بكل أشكالها من الصواريخ البدائية حتى صواريخ الفضاء تحتوي على الوقود والأكسجين بداخلها لأنها لا تحصل على الأكسجين من الهواء لأنها تجتاز الغلاف الجوي بعد إطلاقها.
تاريخ الصواريخ الباليستية :
أول دولة طرحت فكرة صاروخ يمكن إرساله عبر مسافات بعيدة كانت ألمانيا في الحقبة النازية. كان لديهم عملية ، Project America ، بقيادة Werner von Braun فيرنر فون براون ، والتي كانت تهدف إلى إنشاء صاروخ يمكن إطلاقه على نيويورك ، في حين أن ذلك لم يؤتي ثماره .
كان V2 أول صاروخ باليستي ألماني صاروخًا ناجحًا للغاية طوره الألمان وأطلقوه في إنجلترا خلال الحرب العالمية الثانية. كانت الصواريخ "V" مقدمة وبداية معرفة العالم للصواريخ الباليستية.
كانت الخطط الأولية التي وضعها الألمان للصواريخ الباليستية العابرة للقارات جيدة وكافية بشكل لا يصدق ، بحيث أمكن توجيهها بدقة.
تم تجنيد المهندسين الذين عملوا في برنامج الصواريخ الألماني في الولايات المتحدة وروسيا بعد الحرب للعمل على برامج الصواريخ في تلك البلدان ، شكلت فلسفة التصميم التي إستخدمها الألمان أساس برامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في كل من أمريكا وروسيا.
في حقيقة الأمر قد يبدو أن بناء الصواريخ بوجه عام قد يكون أمرا بسيطا ، ولكن تكمن الصعوبة في بناء صاروخ يكون قادرا علي مغادرة الغلاف الجوي للأرض ثم الدخول مرة أخرى للغلاف الجوي ومن ثم العثور على طريقه إلى الهدف المحدد الذي أطلق من أجله من خلال نظام توجيه دقيق وموثوق به ، وكذلك تصميم حمولة صغيرة بما يكفي وقوية بما يكفي وقادرة على تحمل الرحلة ، فكلما زادت الحمولة وكمية المتفجرات التي يحملها الرأس الحربي ، زاد حجم الصاروخ وبالتالي صعوبة حساب المدى والمسار . هذا كله ناهيك عن التكلفة الباهظة ، قطعا أمر معقد وليس بالأمر السهل .
كما إن العودة إلى الغلاف الجوي للأرض مصحوبة بقدر كبير من الحرارة ، أمر معقد وخطير لذا فإن أي حمولة يجب إما أن تكون محمية بعناية من هذه الحرارة أو يجب أن تتكون من شيء ما يحميها من الإنفجار قبل الوصول إلى الهدف حيث أن القوة التفجيرية المحتملة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات يمكن أن تكون أضعاف القوة التفجيرية للقنبلة الذرية التي ألقيت علي هيروشيما.
وظهرت الصعوبات في أول صاروخ باليستي أمريكي عابر للقارات ( SM-65 Atlas ) ، والذي تم إطلاقه لأول مرة في عام 1957 نظرًا لأن أجهزة الكمبيوتر الموجودة على متن الطائرة كانت غير دقيقة كما هو الحال حاليا كان نظام التوجيه شبه مستحيل.
كذلك كوريا الشمالية التي خطت خطوات كبيرة في إنتاج تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ، لكنها ما زالت تكافح للتغلب على بعض المشكلات المتعلقة بأنظمة التوجيه. يظهر ذلك في فشل بيونج يانج في بعض تجاربهم الصاروخية أما بسبب إحتراق الصاروخ بعد دخوله مرة أخرى للغلاف الجوي وسقوطه في البحر قبالة الساحل الياباني أو بسبب مشاكل التوجيه. وبما أنها لا تمتلك مجموعة خاصة بها من أقمار تحديد المواقع العالمية ، فإن أنظمة التوجيه ليست دقيقة كما يجب أن تكون عليه ، قبل أن تعلن مؤخرا عن نجاح تجربة الصاروخ البالستي الضخم هواسونغ 17 الصاروخ الوحش علي حد وصفهم الذي يتجاوز مداه ال 13 ألف كيلومتر .
عكس جارتها القريبة الصين التي تمتلك بنية تحتية عسكرية دقيقة ومتطورة للغاية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) .
حاليا تعتمد صواريخ ICBM الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الحديثة بشكل كبير على قوة الكمبيوتر ، جنبًا إلى جنب مع الجيروسكوبات ورسم خرائط التضاريس وأنظمة GPS للتأكد من أنها تعرف إلى أين تتجه وتصل إلى المكان الصحيح.
إرسال تعليق