القيلولة القصيرة تعزّز صحة الدماغ
أجمعت دراسات عدة على أن أخذ قيلولة قصيرة خلال فترة النهار لها فوائد متعددة، مثل زيادة اليقطة والإنتاجية وتقليل التوتر والتعب وتعزيز الوظيفة المعرفية والإبداع.
وفي دراسة حديثة، نشرتها مجلة «صحة النوم» Sleep Health، تم اكتشاف فائدة جديدة، حيث وجدت أن أخذ قيلولة قصيرة أثناء النهار يساعد في تعزيز صحة الدماغ وتقليل تأثره، وخاصة انكماشه، مع تقدّم السن، وذلك بناء على نتائح تحليل عينات الحمض النووي ومسح الدماغ لأكثر من 35000 شخص، تتراوح أعمارهم ما بين 40 و69 عاماً، في بريطانيا.
وأظهرت نتائج تحليل الشفرة الجينية ارتباط حصول المشاركين على قيلولة منتظمة مع نتائج تحليلات صحة الدماغ واختبارات الإدراك. فقد كان لدى الذين أخذوا قيلولة منتظمة كميات أكبر من الحجم الكلي للدماغ.
وتراوح الاختلاف في الحجم بين من أخذوا القيلولة، مقارنة بغير القيلولة، ما بين 2.5 إلى 6.5 سنوات من الشيخوخة.
قال المؤلف المشارك د. حسن دشتي، الباحث المساعد في التخدير والعناية المركزة وطب الألم في مستشفى ماساتشوستس: «تنظر دراستنا في الدور المفيد للقيلولة المنتظمة، وبالرغم من انها لم تؤكد دورها في تحسين صحة الدماغ، فإن النتائج تشير إلى أن الانتظام في أخذ قيلولة أثناء النهار يومياً، وخاصة من قبل البالغين وكبار السن، قد يكون له تأثير وقائي للدماغ».
وتضاربت نتائج الدراسات، التي قيمت تأثير القيلولة على صحة الدماغ سابقاً. فمثلاً، ربطت دراسة كبيرة شملت 358451 مشاركاً بين فترات القيلولة المنتظمة وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية. ومع ذلك، لم تبحث هذه الدراسة في مدة قيلولة التي أخذها الاشخاص، لأنها تضمنت أشخاصاً يأخذون قيلولة لفترات طويلة (أكثر من نصف ساعة)، ويعرف بأن زيادة مدة القيلولة قد يكون علامة على وجود حالة صحية خطيرة.
في المقابل، وجدت عدة دراسات فوائد صحية وذهنية وانتاجية وراء أخذ قيلولة قصيرة خلال فترة النهار، مما دفع بعض الشركات العالمية إلى السماح لموظفيها بأخذ قيلولة قصيرة (لا تزيد على 20 دقيقة) خلال الدوام.
ولم تكشف الدراسة الحالية عن سبب وكيفية تأثير القيلولة القصيرة على صحة الدماغ، إلا أنها وجدت رابطاً. لكن إحدى النظريات تفسر فوائد القيلولة بأنها تساعد في علاج نقص النوم، الذي قد يعاني منه الأفراد.
وعلّق د. دشتي قائلاً: يحتاج الشخص البالغ إلى ما يقرب من ثماني ساعات من النوم كل ليلة، وتقدّر بعض الدراسات أن %40 على الأقل من البالغين في الدول المتقدمة ينامون أقل من ذلك. وبالنسبة لمن يعانون من الحرمان من النوم، فإن أخذ قيلولة مفيد لهم، لأنها تعوض جزئياً دين النوم، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الطاقة والأداء المعرفي.
وعلّق الباحث المشارك د. كريستوفر وينتر، استشاري طب الأعصاب وطب النوم في شارلوتسفيل، قائلاً: «من المحتمل أن يكون الأشخاص (مصممين) ليكونوا نائمين متعددي المراحل، بمعنى أنهم يجب أن يناموا أكثر من مرة أو مرحلة واحدة في اليوم. وخصوصاً لأن الكثيرين لا يحصلون على كفايتهم من النوم ليلاً. لذا فأخذ قيلولة أثناء فترة النهار يعتبر عادة مفيدة تعيد اتجاه ميزان الراحة إلى الاتجاه الصحيح».
تعرف القيلولة القصيرة على أنها تتراوح بين 5 إلى 15 دقيقة، ولا تزيد على 30 دقيقة. وأكد الباحثون ان زيادة مدة القيلولة على ذلك له تأثير عكسي يرتبط مع الإصابة بالصداع والتشويش والعصبية والمزاجية، وقد يرتبط مع أمراض مزمنة.
◄ درجة اعتماد جسمك على القيلولة لقضاء يومك: إذا شعرت بأن أخذ القيلولة اليومية أمر ضروري للوظيفة المثلى، على الرغم من حصولك على 8 ساعات من النوم كل ليلة، فمن المفيد ان تراجع وتستشير اختصاصياً في طب النوم للتأكد من عدم إصابتك بمشكلة صحية أو اضطراب في النوم.
◄ ما تشعر به بعد القيلولة: إذا استيقظت وأنت تشعر بالركود والصداع بعد القيلولة، فهذا مؤشر جيد على أن هذه الإستراتيجية لا تناسبك. وشرح د. دشتي معلقاً: بدلاً من ذلك، قد يكون التركيز على السلوكيات الصحية الأخرى، مثل التمرين الرياضي أو التغذية الصحية أو تحسين جودة النوم الليلي، بالاستحمام بماء دافي، وإبعاد الأجهزة الذكية عن مكان النوم، له تأثير أكثر فائدة.
من المهم الانتباه الى ان دراسات سابقة أشارت الى ان أخذ قيلولة طويلة يرتبط مع تأثيرات ذهنية ومزاجية وحتى صحية سلبية، وقد يدل على الاصابة بأمراض خطرة، بحيث ربطت دراسة أميركية بين أخذ قيلولة تمتد لفترات طويلة بشكل يومي مع احتمال الوفاة المبكرة بين النساء (44%). وربط الباحثون، بمركز California Pacific الطبي، الوفاة المبكرة بزيادة القيلولة عن ثلاث ساعات أسبوعياً، حيث زادت نسبة المعاناة من مشكلات الدورة الدموية وأمراض القلب لدى النساء اللاتي يصل إجمالي ساعات نومهن في اليوم الواحد إلى عشر ساعات، بنسبة %59 مقارنة باللاتي ينمن من 8 و9 ساعات في اليوم.
كما أشارت دراسة أخرى إلى التأثير السلبي لأخذ الأطفال قيلولة طويلة، لأنها قد تؤدي إلى معاناتهم من اضطراب النوم ليلاً، ومشاكل صحية وتطويرية.
1- أخذ قيلولة في الوقت نفسه كل يوم. يجب أن تبدأ وتنتهي القيلولة في وقت ثابت.
2- أخذ قيلولة في مكان مظلم وهادئ.
3- أن تتم في وقت مبكر من اليوم - خلال فترة ما بعد الظهر - حتى لا تؤثر على جودة النوم الليلي.
4- إنهاء القيلولة بالتعرّض للضوء والتحرّك وتناول بعض الطعام لمساعدة نفسك على الاستيقاظ. فذلك يشجع الجسم على الاستيقاظ أكثر نشاطًا بدلاً من إغراء الضغط على زر المنبه، والعودة إلى النوم لمدة أطول.
◄ القيلولة تساعد في زيادة اليقطة والإنتاجية وتقليل التوتر والتعب وتعزيز الوظيفة المعرفية والإبداع.
◄ بعض الشركات العالمية سمحت لموظفيها بأخذ قيلولة قصيرة لا تزيد على 20 دقيقة خلال الدوام.
◄ أخذ قيلولة قصيرة بانتظام يومياً قد يكون له تأثير وقائي للدماغ.. خاصة لدى البالغين وكبار السن.
◄ أخذ الأطفال قيلولة طويلة قد يؤدي إلى معاناتهم من اضطراب النوم ليلاً ومشاكل صحية وتطويرية.
إرسال تعليق