Donanemab.. نقطة تحوّل في مكافحة ألزهايمر
في بارقة أمل لمرضى ألزهايمر، أظهرت نتائج التجارب الاكلينيكية الأميركية أن عقار «دونانيماب - Donanemab» الجديد له تأثير مفيد في إيقاف تدهور دماغ المصاب بألزهايمر بشكل كبير. ووفق ما نُشر في موقع «بي بي سي» وصحف بريطانية، تم الترحيب بعقار «دونانيماب» كنقطة تحوّل في مكافحة مرض ألزهايمر، بعد تأكيد نتائج تجربة عالمية أنه يبطّئ تدهور القدرات المعرفية.
جاءت النتائج في أعقاب دراسة استمرت لمدة 18 شهراً، حيث أظهرت تراجع تقدّم المرض لدى بعض المرضى بصورة كبيرة (3 ــ 6 أشهر). وفي التفاصيل، وجد الباحثون أن العقار أبطأ «التدهور السريري» بنسبة تصل إلى %35، مما يعني أن المصابين بالمرض لا يزالون قادرين على أداء المهام اليومية، بما في ذلك التسوق والتدبير المنزلي وإدارة الشؤون المالية وتناول الأدوية.
وبحسب تصريح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، فهذا العقار هو ثاني عقار فقط ثبتت فعاليته في معالجة تلف الدماغ وإيقاف تطور المرض لدى مرضى ألزهايمر. علماً بأن العقار الأول هو تاكرين (كوجنكس). وأشارت إلى أن المنظمين البريطانيين الآن يقومون بفحص البيانات، لتحديد ما إذا كانوا سيوافقون على إدخاله إلى النظام الصحي الوطني.
وأكدت الهيئة ضرورة تشخيص المصابين بمرض ألزهايمر في مراحل المبكرة، وتشجيع كل من يشعر بإجهاد وتشويش وشكوك بالإصابة على التوجّه إلى المراكز الطبية والإطباء للحصول على التشخيص والعلاجات، التي ستكون فعاليتها أكبر لو استخدمت خلال المرحلة المبكرة من المرض.
واعتبر الخبراء العقارين الأخيرين هما بداية سلسلة من التجارب، التي يمكن أن تحوّل مرض ألزهايمر إلى مرض مزمن، وتسمح للمصابين بالعيش بشكل جيد، مع أعراض خفيفة لفترة أطول.
وأشادت جمعية مرض ألزهايمر بنتائج العقار الجديد Donanemab، واعتبارها «نقطة تحول في مكافحة» المرض، ولكن فقط للحالات التي تكون في بدايات مراحل الإصابة والتدهور الدماغي العصبي.
من جانبه، أشار متحدّث، من مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة البريطانية، إلى «إننا ندخل حقبة جديدة تسمح بتحول مرض ألزهايمر المزمن الى مرض قابل للعلاج. وهذا الترحيب بالعقار الجديد يمكن اعتباره (نقطة تحول في مكافحة مرض ألزهايمر)، بعدما وُجد أنه يبطّئ تقدّم المرض، مما يعني أننا يمكن ان نصل الى تشبيه هذا المرض الخطر والمميت بالامراض المزمنة الأخرى، مثل الربو أو مرض السكري».
في المقابل، نبه خبراء إلى أن الدواء يمكن أن تكون له آثار جانبية خطرة (نزيف في الدماغ) في بعض المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة في الشرايين والأوعية الدموية، وبالتالي قد يكون الدواء لا يناسب هذه الفئة. وشدد الخبراء على ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل البدء بأخذ العلاج.
◄ «دونانيماب» له تأثير كبير في إيقاف تدهور دماغ المصاب بألزهايمر
◄ النتائج جاءت في أعقاب دراسة استمرت لمدة 18 شهراً
◄ مركز أبحاث ألزهايمر: حقبة جديدة تسمح بتحوّل المرض إلى قابل للعلاج
أعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA إذناً بالاستخدام الكامل لعقار ألزهايمر «ليكيمبي» Leqembi، الذي شكّل منعطفاً تاريخياً في علاج المرض. وللمرة الأولى، أصبح لدى الأطباء دواء يصفونه، بعدما ثَبُت أنه يبطّئ فقدان الذاكرة، والقدرة على إنجاز المهام اليومية، وفق ما نشر موقع CNN.
وقد ينضم عقار ثانٍ إلى «ليكيمبي»، المعروف باسم «لوكانيماب» lecanemab قبل حصوله على اسم علامته التجارية، في السوق بحلول نهاية العام، أي «دونانيماب» لشركة «إيلي ليلّي».
وقُدّمت نتائج المرحلة السريرية الثالثة الكاملة الصادرة في مايو الماضي بالمؤتمر الدولي لجمعية ألزهايمر الإثنين الماضي، التي تشير إلى أنه يؤخّر من تطوّر المرض.
وأفادت شركة إيلي ليلّي، في بيان صحافي، بأنها استكملت تقديم طلبها حول العقار لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، وتتوقع اتخاذ إجراء تنظيمي بحلول نهاية العام.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 6 ملايين أميركي لديهم إصابة بمرض ألزهايمر، وأنّ حوالي مليون منهم في مراحل الأعراض المبكرة، حيث أظهرت هذه الأدوية فائدة. لكن، بالرغم من أنّ الأدوية هي أول من وضع حداً لتطوّر مرض ألزهايمر، فإن الخبراء قد تساءلوا عن مدى فائدتها في إطار سلسلة من المقالات الافتتاحية المنشورة في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، بالتوازي مع بيانات «دونانيماب».
إرسال تعليق