-->

أين سفينة «نوح».. ولماذا لم يتم العثور عليها حتى الآن لتكون آية للناس

 أين سفينة «نوح» ولماذا لم يتم العثور عليها حتى الآن لتكون آية للناس؟


يقول الله تبارك وتعالي في القرآن الكريم فى سورة العنكبوت «فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ».. وقوله تعالى فى سورة القمر: «لقد تركناها آية فهل من مدكر».. وقوله تعالى أيضا فى سورة الشعراء: «إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَان أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ».

 

إذن سفينة نوح ، وبشكل قاطع وجازم ، ما زالت باقية ، لتكون آية وعبرة وذكرى لكل مذكر، وشاهدة على الحدث الأبرز والأهم فى التاريخ البشرى ، والذى يراه علماء وباحثون فى علوم الأديان ، والتاريخ أيضا، أن الطوفان حد فاصل ما بين نهاية بشرية وبداية بشرية بعد الطوفان، ومن هنا يأتى التشبيه بين سيدنا آدم عليه السلام ، وسيدنا نوح عليه السلام.

 

ونظرا لأهمية حدث الطوفان ، وجلال شأنه ، فإن الله سبحانه وتعالى ، أبقى على السفينة ، لتكون عبرة للبشر جيلا بعد جيل ، وكل المفسرون أكدوا أن السفينة باقية ، وأستقرت على الجودى ، تأسيسا على ما ورد فى سورة هود ، إذ قال المولى عز وجل: «وقيل يا أرض ابلعى ماءك ويا سماء أقلعى وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقوم الظالمين».. والجودى أسم جبل، رست عليه سفينة نوح عليه السلام.

 

ولذلك فإن البعثات الأثرية ، خاصة من العرب والمسلمين ، ركزت فى البحث والتنقيب عن السفينة فى جبل الجودى ، وتم العثور على بقايا أخشاب ، أعتقدوا أنها لسفينة نوح عليه السّلام فى قمّة هذا الجبل ، وأكد هؤلاء الأثريون ، أنّ أجزاء السفينة مكثت على قمة جبل الجودى حتى زمن بنى العباس، وكانت مزارا من قبل.

 

وللعلم ، فإن هناك إختلافا على تحديد دقيق لموقع جبل الجودى ، وتعددت الإجتهادات والآراء حول موقعه ، فيقول الأصفهانى: إنَّ جبل الجودى هو جبل فى الجزيرة العربية، وهو أحد الجبلين الواقعين فى منطقة قبيلة طىء، وهى قبيلة كبيرة منتشرة فى عدد من البلاد العربية ، بينما هناك رأى مغاير، يؤكد أن جبل الجودى ضمن سلسلة جبلية تُسمّى الكاردين، وتقع شمال شرق جزيرة ابن عمر الواقعة فى شرق دجلة ، وعلى مقربة من الموصل ، بينما ذكرت التوراة أنَّ موضع أستقرار سفينة نوح هو جبال آرارات ، وهو جبل ماسيس الذى يقع فى أرمنستان، بينما هناك رأى يقول إن جبل الجودى يقع فى شرناق بتركيا.

 

كما أن هناك عدة مسميات أطلقت على جبل الجودى، فالجبل معروف لدى العرب بإسمه الوارد فى القرآن الكريم، «الجودى».. بينما يطلق الإيرانيون على الجبل أسم «جبل نوح».. والأتراك يطلقون عليه إسم جبل «كرداغ» وتعنى الجبل المنحدر.. بينما الأكراد يطلقون عليه إسم «كاردو».. واليونانيون يطلقون عليه إسم جوردى.

 

وعلى النقيض من إكتشافات العرب لبقايا أخشاب فوق جبل الجودى ، فإنه فى عام 1959 إكتشف المغامران الأمريكيان رون وايت وديفيد فاسولد آثار يُحتمل أنها لسفينة نوح فى شرق تركيا، ولقد نشرت صحيفة Life magazene فى سبتمبر 1960 تحقيقاً عن خبر اكتشاف سفينة نوح مدعوما بالصور.

 

وزار وايت موقع السفينة عام 1977 وأكد أن موقع السفينة يرتفع حوالى 6.300 قدم فوق سطح البحر، وعلى ما يقرب من 200 ميل عن البحر ، ويلقى هذا الإكتشاف إهتماما بالغا من السلطات التركية فقط، وتعتبره كنزا وتراثا وطنيا عظيما، يجب أستثماره سياحيا ، رغم أن هذا الإكتشاف لم يلق إهتماما من أى كيان علمى أثرى فى العالم !



وأستمر الولع خلال السنوات الأخيرة، بالبحث عن سفينة نوح، وأنصب إهتمام مؤسسات علمية دولية ذات سمعة كبيرة فى البحث والتنقيب، بجانب علماء بارزين فى البحث والتنقيب عن الآثار ، وجيولوجيين وجغرافيين ، وغيرهم من العلماء لمعرفة مكان السفينة..!!


أين توجد سفينة نوح عليه السلام أين تقع سفينة نوح أين رست سفينة نوح؟


رست سفينة نوح -عليه السلام- في جبل الجودي؛ وقد تم ذكر هذا الجبل بالقرآن الكريم، قال -تعالى-: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).


قد تعددت آراء العلماء في تحديد مكان جبل الجودي :


القول الأرجح والذي عليه أكثر أهل العلم أنه يقع في العراق في منطقة الجنوب الشرقي من منطقة دجلة بينما ذكر بعض العلماء أنه يقع في مدينة تركيا. وذكر آخرون أن المنطقة الكردية في العراق هي التي تحتوي على سفينة نوح -عليه السلام-، ويسمى جبل الجودي في الوقت الحاضر بجبل آراط أو آرات، وأمامه جزيرة تسمى جزيرة ابن عمر.


إذن السفينة لم يتم العثور عليها بشكل جازم ، حتى الآن ، ومازال البحث جاريا، والسؤال اللغز، أين موقع السفينة ؟