كيف يتم إستخراج الغاز الطبيعي من البحر
كيفية إستخراج النفط والغاز من أعماق البحار ، كيفية معرفة مكان وجود الغاز الطبيعي أو النفط في البحر ، ومتي كانت أول عملية تنقيب عن مصادر الطاقة في البحر وكيف ؟
عرف البشر الغاز الطبيعي والبترول منذ آلاف السنين ، و لا يختلف الغاز الطبيعي في تكوينه كثيراً عن البترول فكلاهما ينشأ تحت الظروف نفسها ، يوجد غالباً كلا من الغاز الطبيعي و النفط في حقول تحت الماء ، أو تحت الأرض ، ويحتوي الغاز الطبيعي على عوالق عبارة عن كائنات لا ترى بالعين المجردة كالطحالب والكائنات الأولية التي تراكمت على مر السنين في طبقات الأرض والمحيطات ، وضغطت البقايا تحت الطبقات الرسوبية ، ونتيجة الضغط والحرارة تحوّلت هذه البقايا والمواد العضوية بعد آلاف السنين إلى غاز
طبيعي وبترول .وبما أن الغاز الطبيعي يعتبر أخف من البترول فإنه يقوم بتكوين طبقة أعلى من طبقة البترول ، وهو عبارة عن غاز يغطي البترول ، حيث يرافقه ويصاحبه وفي هذا الحالة يسمى الغاز المصاحب .
كيفية معرفة مكان وجود الغاز الطبيعي أو النفط في البحر :
توفر السمات الظاهرة علي السطح مثل تسربات النفط أو الغاز الطبيعي أو حتي الحفر الموجودة تحت المياه والناجمة عن تسرب الغاز أدلة أساسية على تولد الهيدروكربون (سواء كان سطحيًا أو عميقًا في الأرض).
ولكن أغلب عمليات التنقيب تعتمد على تقنيات معقدة للغاية لإكتشاف وتحديد وجود الهيدروكربون بإستخدام معدات الصوت والتي من خلالها تحدد شركات النفط مواقع الحفر التي من المرجح أن تنتج النفط.
إستخراج النفط والغاز من أعماق البحار |
وكذلك بإستخدام فيزياء الأرض للتنقيب ، وتخضع المناطق التي يعتقد أنها تحتوي على الهيدروكربون في البداية علي مسح للثقل النوعي أو مسح مغناطيسي أو النشاط الزلزالي السلبي أو عمليات المسح السيزمية الإقليمية لإكتشاف السمات الواسعة النطاق للجيولوجيا تحت سطح الأرض ، يتم إخضاع السمات الهامة ( والتي يطلق عليها إسم المؤشرات الإيجابية المحتملة ) للمزيد من عمليات البحث السيزمي ، والتي تعمل على مبدأ الوقت المستغرق لتحرك موجات الصوت المنعكسة عبر المواد ( الصخور ) ذات الكثافات المختلفة وبإستخدام عملية تحويل الأعماق لتحديد ملامح البنية التحتية.
وفي النهاية ، بعد التأكد من وجود الغاز أو النفط يتم حفر بئر تنقيب إستكشافي في محاولة لتحديد تواجد أو عدم تواجد النفط والغاز بشكل قاطع.
كيفية إستخراج النفط والغاز من أعماق البحار:
يمكن عملياً حفر آبار النفط والغاز وإستخراجهما من أي مكان في العالم سواء على اليابسة أو في البحر أو في المستنقعات ، ومن خط الإستواء إلى المناطق القطبية المتجمدة. والمعروف أن إحتياطي النفط والغاز على البر أصبح محدوداً، وأصبح من الصعب العثور على مناطق جديدة تحوي النفط فوق سطح اليابسة. وبما أن مساحة الماء علي سطح الأرض تبلغ أكثر من 70% فكان من الطبيعي أن يتجه البحث عن الهدروكربونات في قاع البحر وإستخراجه منه.
وقد واجه المستكشفون صعوبات كبيرة في تحري أماكن وجود الزيت في المناطق الشاطئية والبحرية في بداية الأمر ، إلا أن التقدم المذهل في تقنيات الإستكشاف والحفر في السنوات الأخيرة ساعد على تطوير عمليات إستخراج النفط من البحر وتسريعها إلى درجة كبيرة بدءاً من التنقيب والحفر الإستكشافي إلي الإنتاج والتخزين في المناطق البحرية مهما كانت العقبات ، وعلى الرغم من التيارات البحرية والعواصف.
والجدير بالذكر أن أول بئر منتجة تم حفرها في العالم كانت في بلدة تيتوسفيل في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1859م ، وبعد ثمانية وثلاثين عاماً من ذلك التاريخ أي في سنة 1897م تم حفر أول بئر بحري .
يستخدم لفظ التنقيب عن الهيدروكربونات للإشارة إلى التنقيب عن النفط والغاز والذي يقوم به علماء جيولوجيا النفط وعلماء فيزياء الأرض للبحث عن رواسب الهيدروكربون تحت سطح الأرض التي توجد على شكل نفط وغاز طبيعي .
تعد عملية التنقيب عن النفط أو الغاز عملية مكلفة جدآ وخطيرة . ويتم تنفيذ عمليات التنقيب البحرية وفي المناطق البعيدة بصفة عامة من خلال الشركات الكبيرة للغاية أو من خلال حكومات الدول .
كما يعد الوصول إلى رواسب النفط والغاز أمرًا خطيرًا ، ولكن إذا تم القيام بعملية الحفر والتجميع والنقل بشكل صحيح ، فسوف تكون الفائدة أكبر ، ولكن إذا ساءت الأمور ، يمكن أن تكون النتائج قاتلة لكل من العمال والبيئة المحيطة.
أما عن كيفية إستخراج الغاز فهو يستخرج من آبار تشبه آبار النفط إلى حد كبير ، حيث توجد تجمعات آبار الغاز الطبيعي على مسافات بعيدة عن الشاطئ ، ويتم نقل الغاز الطبيعي عن طريق أنابيب من منصات الإنتاج إلى نقطة تجميع معينة على الشاطئ ، ومن ثم تنقل إلى معامل التكرير حيث يتم تنقيته ، وتتم تنقية الغاز الطبيعي عن طريق إزالة الماء والسوائل الأخرى منه ، ومن ثم يتم تمرير الغاز بواسطة مبرد ليسال البترول ، ويعبأ في قوارير كوقود للسخانات والطبخ وللمنازل ، أما ما تبقى من الغاز فيتم ضخه عبر شبكة إمدادات أو يتم تسييله عن طريق التبريد والضغط وتسويقه كغاز طبيعي مسال.
المنصات النفطية عبارة عن أبنية ضخمة على أرضيات عائمة تُستخدم في إنتاج النفط والغاز من أعماق البحار.
والمنصة عبارة عن قرية في جزيرة صغيرة تحتوي على كل ما يحتاجه العمّال من آلات ومعدّات وسكن وطعام وشراب ومولدات الكهرباء.
ويجري نقل العمّال وما يحتاجونه بطائرات مروحية أو بالقوارب إذا كانت المسافات قصيرة ، ولابد هنا من التفريق بين منصات الحفر ومنصات الإنتاج والتخزين.
تُبنى المنصات في مصانع السفن ، ثم تُشحن إلى مكان الحفر حيث يجري تركيبها وتثبيتها ، وتختلف هذه المنصات حسب حجمها ، لكن المعروف أن حجمها وتقنياتها تتناسب طردًا مع عمق المياه .
إرسال تعليق