هل يمكن أن تتشابه بصمات شخصين؟ ما لاتعرفه عن البصمات
كثيرا ما نشاهد في أفلام الجريمة، لما تقع جريمة ما يسارع المحققون في البحث عن البصمات داخل مسرح الجريمة لتحليلها ومن ثم البحث عن الشخص الذي تطابق بصماته البصمات المأخوذة ومن تم تحديد هوية الجرم. ولكن هل يمكن أن تتشابه بصمات شخصين؟
يمكن القول أن الشيء الوحيد الذي يميز إنسان عن أخر في هذا العالم هو بصمات الأصابع. ولكن ما الذي نقده ببصمات الأصابع؟ وما الذي يجعل هذه البصمات تختلف من شخص لأخر؟
جلد الإنسان
يتكون جلد الإنسان من طبقتين من الأنسجة، إحداهما تكون سميكة وعميقة يطلق عليها “الأدمة” والأخرى فوقها عبارة عن غشاء رقيق حساس يسمى”البشرة”.
جلد الحيوانات
إن الحيوانات التي تتمتع بالدم البارد تعمل البشرة على تغطية الأدمة تماما دون وجود خطوط متعرجة صاعدة هابطة تترك “بصمات”. بينما تتداخل الطبقتان عند الحيوانات الثديية تداخلا وثيقا، وتتغضن الأدمة عندما تلتقي بالبشرة، فتظهر نتوءات في الطبقة السفلى بينما في الطبقة العليا تتقولب فوق تلك التغضنات. مما ينتج عنه اتصال الطبقتين وتداخلهما بشكل كبير.
البصمات عند الإنسان
إن تلك الخطوط “النتواءات” عند البشر تظهر أنماطا محددة بشكل قاطع النظير. إن هذه النتوءات تسهل عملية الإمساك بالأشياء. نتيجة للشفرة الوراثية وعوامل بيئية أخرى من تموقع الجنين في الرحم و كثافة السائل المشيمي تجعل استحالة تشابه بصمات شخصين.
باعتبار البصمة الأثار الذي تتركه الأصابع نتيجة وجود انحناءات. لكن السر الذي يجعل البصمة تترك أثرا يكمن في الإفرازات الطبيعية للجسم مثل العرق وما يصاحب ذلك من إفرازات غدد الجلد. هذا من شأنه ترك أثرا على الزجاج والمعادن بالدرجة الأولى ومواد أخرى. لهذا تجدالمحققيقن يرتدون القفاز في مسرح الجريمة حتى لا تختلط بصماتهم بالبصمات الموجود هناك. وكذلك المجرمون لما يقوموا بعمليات اجرامية تجدهم يرتدون قفازا وذلك لتوقيف تلك الإفرازات فلا يوجد سبيل لتوقيفها غير ارتداء القفاز.
نظام تصنيف البصمات البشرية
لقد حاول العديد من العلماء إيجاد طريقة ما لتصنيف بصمات البشر اعتمادا على تلك النتوءات، فبعدمحاولات ومرورا بمحطات زمنية عديدة. بدءا بعالم التشريح التشيكي بركنجي الذي اكتشف أن الخطوط الموجودة على رؤوس الأصابع تختلف من شخص لأخر، وذلك في عام 1823، حيث لاحظ وجود ثلاثة أنواع: أقواس أودوائر أو عقد. مرورا الى العالم الانكليزي وليام هرشل الذي أكد أن البصمات مختلفة تماما من شخص لأخر وذلك في عام 1858.
وصولا الى تأسيس نظام تصنيف البصمات وذلك في عام 1893، حيث قام إدوارد هنري بتأسيس نظاماً سهلاً لتصنيف وتجميع البصمات. حيث اعتبر هنري أن بصمة أي إصبع يمكنأن تُصنّف إلى واحدة من ثمانية أنواع رئيسية، واعتبر أن أصابع اليدين العشرة هي وحدة كاملة في تصنيف هوية الشخص.
ويمكنك رؤية بعض نماذج البصمات إذا وضعت مداد على أصبعك ثم تضغطه على ورقة.
ويمكن تصنيف كل أصبع من الأصابع العشرة إلى مجموعة محددة تماما بعد النتواءات بين نقاط ثابتة في النموذج. ولقد اعتمد هذا النظام في دوائر الشرطة لتحديد هوية الأشخاص.
استعمال البصمة في الحماية
لقد تطورت وتوسعت مجالات استخدام البصمات لتشمل مجال الحماية الأمن على الممتلكات الشخصية، حيث يتم استخدامها كنوع من أقفال الحماية في البنوك، في البيوت، حفظ البيانات، وكذلك في مجموعة من الأجهزة الذكية.
فإذا أخذنا على سبيل المثال بعض أجهزة الهواتف الذكية فهي تتوفر على خاصية الدخول إليها فقط عن طريق البصمة، أي لا أحد يستطيع إزالة القفل إلا مالكها.
إرسال تعليق