-->

Oppenheimer.. قصة مانهاتن والقنبلة الذرية الأولى


عشاق الأفلام سيكونون هذا الأسبوع مع موعد إبداعات المخرج البريطاني كريستوفر نولان الذي قدم وما زال يقدم أفضل الأفلام وأكثرها إبداعا، من ثلاثية باتمان بالشراكة مع كريستيان بيل، إلى فيلم The Prestige ثم فيلم الخيال Inception وفيلم الخيال العلمي Interstellar. والمخرج كريستوفر نولان حصلت أفلامه على أكثر من 5 مليارات دولار كأرباح في شباك التذاكر.

والمخرج نولان له أسلوب غريب ومختلف عن المخرجين، لدرجة أنهم ألفوا حوله كتبا تتكلم عن فلسفته الخاصة في صنع الأفلام التي غيرت مجرى الصناعة، فنولان يهتم بصناعة أفلام الخيال وما وراء الطبيعة «الميتافيزيقا» التي تتمحور حول الوقت والذاكرة وأسئلة الوجود، ويجيد استخدام الموسيقى والمؤثرات الصوتية بشكل يجذب المشاهد.

يقدم نولان هذه السنة فيلما مغايرا، وسيعرض فيلمه هذا الأسبوع في السينما الكويتية بعنوان Oppenheimer وهو عن سيرة حياة عالم الفيزياء النظرية روبرت أوبنهايمر مدير مشروع مانهاتن الذي أشرف على صنع القنبلة الذرية الأولى من بطولة الممثل سيليان ميرفي بدور روبرت أوبنهايمر، وإيميلي بلنت بدور كيتي أوبنهايمر، ومات ديمون بدور ليطلي غروفز.

ويتناول الفيلم قصة سباق التسلح في الحرب العالمية الثانية، وكيف نجحت الولايات المتحدة الأميركية بصناعة أول قنبلة ذرية. وهو فيلم دراما وإثارة وسيرة ذاتية، وتجربة جديدة للمخرج البريطاني نولان.

نولان كان حريصا على تصوير الفيلم في نيو مكسيكو في أميركا حيث قامت التجربة الأولى للقنبلة النووية عام 1945، والغريب أن القدر هيأ لنولان نفس الحدث حيث هبت عاصفة أثناء تصوير مشهد التجربة النووية «ترينيتي»، وهو ما حصل أيضا عام 1945 أثناء التجربة، ولم يتوقف نولان عن التصوير لأنه اعتبرها هبة من السماء.

والمثير فعلا أن الفيلم يخلو تماما من من تقنيات CGI أو الرسومات الحاسوبية حسب تصريح المخرج نولان الذي نقلته مجلة توتال فيلم البريطانية، وحتى مشهد تجربة القنبلة النووية نفسه لم يكن عن طريق التقنيات الحاسوبية، واكتفى نولان بنفي تقنية الحاسوب ولم يصرح بالطريقة التي اعتمدها وجعلها سرية، ولكنه أيضا نفى استعماله لقنبلة نووية حقيقية بشكل ساخر من أولئك الذين ظنوا أنه استعمل قنبلة نووية صغيرة أو ما شابه.

ونقل موقع راديو تايمز أنه من المرجح أن نولان اعتمد على حيل مصغرة جدا وبكاميرات صغيرة عالية الجودة صورت الحدث بشكل قريب جدا، ثم نقل هذا الحدث الصغير للشاشة الكبرى ليبدو كحدث كبير.

ونولان رجل لا يستخدم التقنية بشكل مستمر، فهو لا يستخدم هاتفا ذكيا، ولا يستخدم الإيميل، وعند استخدام الكمبيوتر للحاجة يستخدمه بدون شبكة إنترنت، فهو يرى أن التقنية شيء جميل ومفيد، ولكنه في نفس الوقت يرى أنها تشتت الإنسان، ولذلك يستخدم التقنية في الحد الأدنى فقط، ويعتمد الأساليب التقليدية غالبا. 

نقلت وسائل الإعلام تصريحات كريستوفر نولان التي تتناول تجربته في فيلم أوبنهايمر بقوله «إنها تجربة مليئة بالإثارة، لأنها قصة مثيرة، عرضت الفيلم مؤخرا على صانع أفلام قال أنه نوع من أفلام الرعب! وأنا لا أختلف معه»، ويؤكد نولان على سوداوية الفيلم بقوله «عندما انتهيت من الفيلم أحسست بأنه مختلف عن بقية أفلامي، هناك سوداوية».

ويبدو أن هذا الانطباع ساد كثيرا ممن شاهد الفيلم في عروضه الأولى التي لاحظها نولان فهو يراهم يخرجون من العرض بحالة «محطمة نفسيا!».

ويكمل نولان ملاحظته عن المشاهدين الذين يخرجون من الفيلم بقوله «غير قادرين على الكلام، هناك عامل خوف من التاريخ ومن ما حصل». ولكنه يستدرك، بقوله «لكن حب الشخصية، والعلاقات في الفيلم، كما هي في بقية أفلامي قوية».

ويبدي نولان سعادته بالانتهاء من الفيلم بقوله «في الحقيقة، شعرت بالراحة عندما انتهيت من إخراج الفيلم»، ويرى أن هذه السوداوية هي متعة الفيلم، وهو أمر متناقض فعلا ولكنه يعبر عن ذلك بقوله: «أنا استمتع بمشاهدة الفيلم باستمرار، أتوقع بأنك ستفهم عندما تشاهد الفيلم. إنها حالة معقدة من المشاعر التي تجعلك تستمتع بهذه الأشياء الفظيعة، هذا هو البعد الذي يأتي منه الرعب في هذا الفيلم».