-->

اتهمت بقتل 29 مريض وحكم عليها بالأعد ام شنـ-قا .. وكُرمت كممرضة مثالية.. حكاية أوبرا عايدة الحقيقية المثيرة للجدل



 "حكاية مسلسل أوبرا عايدة الحقيقية" 

قبل ان نبدا فى الحكاية نتمنى من الجميع القراءة بعناية بعين الشاهد ، وليس القاضي او المحامى او حتى ممثل الاتهام  .

كل ما سوف يسرد عن القصة والقضية "حقيقي"وتم نقله من جهة الاطراف كلها وفى نهاية القصة سنذكر المصدر اللى سهل كلكم تشوفوه وتعرفوا وتحسوا ايه صح وايه غلط لما تشوفوا الشاهد بيتكلم والمحامى بيتكلم وبطلة القصه بتتكلم يلا نبدأ .

نبذة مختصرة

عايدة نور الدين، ولدت في السبعينيات من القرن الماضي، وعملت ممرضة بقسم العناية الفائقة بمستشفى الإسكندرية الجامعي لمدة 7 سنوات، حصلت خلالها على شهادة الموظفة المثالية من محل عملها.

كانت تعشق مهنتها التي أصرت على ممارستها ليس من أجل المال وإنما لكونها تستطيع من خلال التمريض أن تداوي آلام الكثيرين، ولكن القدر لم يسعف «عايدة» في تحقيقها أمنيتها بالاستمرار في عملها. 

وانتهت مسيرتها المهنية في 1997، بعد اتهامها بقتل أحد المرضى عمدًا والشروع في قتل حوالي 30 آخرين بحقنهم مادة الفلاكسدين المرخية للعضلات، إضافة إلى توجيه أصابع الاتهام إليها باختلاس تلك الأدوية من المستشفى.


بداية القصة

بدأت الحكاية عندما حدثت سلسلة من الموت الغامض فى قسم العناية الفائقة بمستشفي الجامعه بالاسكندرية  ، كان دكتور عادل عيسي هو اول من اكتشف ذلك ، و  لاحظ ٣ ملاحظات مهمه وهى :

١- موت عدد كبير من المرضي عقب تعافيهم وتماثلهم للشفاء بحالات ضيق تنفس وشلل وارتخاء فى عضلات الحنجرة ودا نفس تأثير حقن البافلون (الفلاكسديل ) ، ودى حقن بتستخدم لتجهيز المرضي لدخول العمليات بيتحقن بيها عشان خلال خمس دقايق يتمكن الطبيب من ادخال انبوب الاكسجين من الفم دون اى حركه من عضلات الحنجرة .

٢- لاحظ دكتور عادل ان حالات الموت بالشكل دا مصاحبه لتواجد ممرضه واحده اسمها ( عايدة نور الدين ) ، ووقت ما بتبقي غياب او اجازة على حد قوله موت بالطريقة دى نفسها مبيحصلش وتحدى ان حد يطلع حالة واحده مشابهه .

٣- عرض دكتور عادل الأمر على رؤسائه فى العمل ورؤساء الاقسام وقال انه هيبلغ النيابة لكن اتطلب منه السكوت عشان سمعة المستشفي وحصل خلاف بينه وبين دكتور تانى اسمه ( نبيل عبدالرحمن ) .

و هنا بدأ الشك داخله يتجه لاطباء التخدير واتهامات بين الاقسام وبعضها ، حتي وجد حالة بنت اسمها صباح ١١ سنه وهي التي قالت له ان عايدة أعطتها حقنه ، وحدث ذلك بعد أن استطاع أن ينقذها من الموت حرفيا .

 وفى يوم ٢٢-٥ تنزل جريدة المساء وتقول ان فى حالات موت غريبة بتحصل فى قسم الافاقة بالمستشفي ،

ويوم ٢٧-٥ تنزل نفس الجريدة وتنزل صورة عايدة نور الدين وتقول انها ممكن تكون ورا الحالات دى .

الأمور بتشتعل داخل المستشفي وعلى حد قول دكتور عادل بتطلب عايدة نقلها من القسم ، وفي نفس الوقت بتحصل حالات موت بعد ورديتها .

دكتور عادل شاهد الإثبات

اعترافات مثيرة

وفى اعترافاتها الاولية بتقول عايدة انها كانت بتحقن البافلون فى علاج المرضي ، عشان  زمايلها يستخدموا العلاج ويتسببوا فى موت المرضي بعيد عنها .

عايدة أنكرت انكرت هذا الاعتراف بعد اعادة المحاكمه وقالت ان كل اعترافتها الاولية كانت تحت تأثير التعذيب النفسي ، وقال محاميها انها كانت تحت تاثير علاج امبول افيل الذي يستخدم لعلاج الحساسية  ، 

 لكن دكتور عادل قال ان افيل مش مذهب للعقل وقال الذي  يقرأ اعترافاتها بالتفصيل هيفهم ان دا كلام طبى مينفعش حد يرغمها تقوله او تقوله من باب الهلوسة ،

كل ما سبق كان مجرد كلام مرسل ومفيش قضيه لسه اتعملت ، حتي يأتي يوم ٧-٦ يموت مريض اسمه عبدالقادر ، ودا اللى اتحاكمت عايدة على موته .

إتهام عايدة بقتل المرضى

بعد وفاة المريض عبد القادر يطلع دكتور من العناية ويتحدث مع الدكتور عادل ، ويقول له إن أمر موت المرضي بالشكل ده مايتسكتش عليه ، وبالفعل يذهب دكتور عادل إلي قسم الشرطة و يقدم بلاغ يتهم فيه عايدة بقتل المرضى ،

 ويطلب تحليل جثة عبدالقادر التي بستخرجوها من مدفنها ويحللوها وبالفعل يجدوا عقار البافلون لانه بيفضل فى الجسم ٤٥ يوم .

بلاغات ضد عايدة

وفى نفس الوقت فى طبيب شاب اسمه حسام والدته توفت فى المستشفي بعد اجراء جراحه لها بالمنظار يوم ٢٧-٣ لازالة ورم حميد فى الانف ، ويقول دكتور حسام ان والدته فاقت عادى جدا من البنج ونقلوها قسم الأفاقة ،

 واضاف قائلا إنه ذهب إلى منزله كي يحضر لها ملابس لانها ممكن تخرج بعد ساعات عشان يرجع ويتلقي خبر وفاتها  ، ويتساءل كطبيب عن سبب وفاتها ، لكنه بيسكت وجواه شك كبير لحد ما بيتابع الاخبار ويعرف بموت عبدالقادر واتهام الدكتور عادل لممرضة اسمها عايدة ليتقدم ببلاغ هو أيضا .

وتتحصي عدد البلاغات لحد ٢٩ حالة وبتبدا محاكمه عايدة الاولى اللى بتظهر فيها حكايات وقصص غريبة جدا .

دكتور حسام نجل إحدى الضحايا

اعتراف المتهمة عايدة

في بداية الأمر عايدة بتعترف بقتل عدد ٢٤ حالة من ال٢٩ مش بس كده ، قامت أيضا بسرد تفاصيل قتلها لكل حاله بمنتهى الدقة ،

 ثم أضافت انها كانت بتحب دكتور معاهم فى القسم اسمه "هشام ابو رحمه" ولكي تجعله ينزل لها قسم العناية كانت بتعطي المرضي البافلون عشان حالتهم تسوء وتنادى عليه ،

 كلام تافه جدا لكنه يتماشي مع عقلية بنت محدودة العقل فى سن صغير ، وتقول أيضا انها بعد كده حبت الموضوع وحست ان فى حاجه جواها بتحركها وبتخليها تستلذ بقتل وانهاء حياة المرضي . 

شهادة الزملاء ضدها

في بداية الأمر أيضا زميلاتها فى العمل راحوا يشهدوا ضدها ، ومنهم أيضا اللى ذكر انهم كلهم عارفين ان عايدة بتحب دكتور هشام وانه فى علاقة حب بينهم بتبان فى كلامها عنه وقربها منه .

 عند استدعاء دكتور هشام انكر انه بيحبها ولكنه قال انه عارف انها كانت بتحبه وعشان كدا قطع معاها أي معاملة لمدة ثلاثة شهور ، لحد ما زميله لها قالت له عاملها زى ما بتعاملنا ومتقطعش معاها عشان هى غلبانه وظروفها وحشه ، و ده كان كلامه فى التحقيقات . 

محاولة إنتحار عايدة

بعد ذلك حاولت عايدة أن تنتحر وألقت نفسها من شباك قسم المنتزة الدور الاول فى محاولة بائسة منها لشعورها بانها إتظلمت على حد قول محاميها  ، وبعدها قال المحامي انها اترمت بإيد المخبرين فى محاولة للخلاص منها .

الممرضة عايدة أثناء وجودها في الحبس

بتطلع اشاعات فى هذه الفترة و يقال ان القضية اكبر من ممرضه بتقتل المرضي وان هذا كله تغطية على فساد واهمال سنين فى مستشفيات الحكومة .

ويقال أيضاً ان عايدة كانت ممرضة بتنفذ اوامر الدكاترة وبس وفين الاشراف الطبى على الحالات اللى سايبين مصير المرضي فى ايد ممرضات .

بيتقال كمان ان كل حالات الموت دى كانت عبارة عن ابحاث عن مادة البافلون طبيب مجنون كان بيكتبها والممرضات تعملها وبس ، وكان وراء ذلك محامي الممرضة . 

إهمال طبي 

لكن هنا دكتور عادل عيسي بيرد على كل هذه الأقاويل ويقول
اه فيه اهمال طبي ، بس كدكتور انا اللى هدى الحقن بنفسي للمريض وانا شغال على حاله  ، ولا الممرضه هى اللى بتجيبها وتعبيها وتعطيها للمريض .

اما مسائلة ابحاث على البشر فدى كانت بروباجندا ودعاية لان البافلون معروف طبيا انه مادة قُتلت بحثاً لسنين طويلة محدش هيضيف حاجه جديدة .

المهم انه وفق شهادة الشهود وكلام دكتور عادل وزملائها في القسم وشهادة الاهالى كمان ومنهم والدة عبدالقادر اللى قالت ان عايدة طلبت منها تمسك دراع ابنها وهى بتحقنه بالبافلون قبل وفاته بخمس دقايق .

الحكم بإعدام عايدة

المحاكمه الاولية كانت بتعقد يوميا فى نهار رمضان لمدة ٣٠ يوم لتنتهي الجلسات بصدور الحكم بالاعدام لتعمد القتل بمادة قاتلة والاهمال الجسيم والضرر وبتلبس عايدة البدلة الحمرا .

المحامي آمر ابو هيف

في هذه الفترة يقف جنب قفص المتهمه عايدة محامى مشهور ومعروف فى الاسكندرية ومن اشهر الاسر فيها كمان الاستاذ المحامى ((آمر حسن أبو هيف)) ، ويقولها لها متخافيش مش هاسيبك وهاعمل نقض للحكم .

بيمسك المحامى القضية وهى مفيهاش خرم ابرة لتبرئة موكلته وعشان هو محامى شاطر جدا وواقعي جدا بيقرر ان يكون كل شغله فى اتجاه نفي نية القتل او تخفيف الحكم بمعنى ادق .

محامي الممرضة عايدة آمر ابو هيف

مهمته كانت انه يبعد حبل المشنقة عن الممرضة عايدة ، وبدأ يستخدم كل ادواته كمحامى .
فى خلال فترة التقدم للنقض تقدم اكتر من تلاتين مريض يتهموا دكتور عادل بالأهمال الطبى هو وبعض الاطباء بالمستشفي ، ولكن يتم الحكم فيهم جميعا بالبراءة ماعدا قضية واحده بياخد فيها الدكتور حكم بالحبس حضورى خمس سنين ،

بيستخدم المحامى الشهير الحكم عشان يكون مستند ضاغط فى عدم قبول شهادة الشاهد الاول دكتور عادل ،

و يذهب إلى الممرضات زميلات عايدة وبتتغير ارائهم بسؤال بسيط جدا لو مكنتش عايدة كان ممكن حد منكم ،

قضية جماهيرية

وتأخذ القضية جماهيرية بين جموع البسطاء اللى بيتعاطفوا مع كل شخص فى خط الغلابه وبتبدا المظاهرات اللى بتطالب ببراءة عايدة  ،

مش بس كده  ولكن أيضا تبدأ مظاهرات داخل المستشفي الجامعي و معظم تمريض مستشفيات اسكندرية ، وتنتقل هذه المظاهرات إلي الشارع المواجه للمحكمة التي بتنظر القضية وبيقوم بعضهم بتكسير بعض عربيات اساتذة الجامعه والكتابة عليها بان عايدة بريئة . 

إعادة محاكمة عايدة

وتعاد محاكمة عايدة بعد أن إستمرت القضية محل النقض والاستئناف لثلاث سنوات، وفي يوم المحكمه يحدث تغيير شامل فى كل حاجة ،
القاضي يسألها اعترفتى انك قمتي بحقن المرضى بمادة البافلون ، ليقوم محاميها ويقول انها كانت تحت تاثير عقار ممنوع الشخص يسوق وهو واخده ، فكيف يدلى باقواله تحت تاثيرة .


ثم يتحدث دكتور عادل ويقول الافيل مش عقار هلوسات

بيلتفت له المحامى ويقوله انت اتحكم عليك بخمس سنين بتهمه ايه
فيرد بالاهمال لكن
يقوله مالكنش
انت بتشرب من نفس الكاس اللى سقيت بيه البنت ،

دكتور عادل بيقول انا بتكلم بالعلم الحكم حصل فعلاً  لكنى أخدت براءة منه لكن الاهمال مش زى القتل ،

 ويضيف الدكتور عادل انا تهمتى إني تركت المساعد الذي كان معي يقوم بعملية بدونى، وهو استاذ كبير يعنى وكلها بلاغات كيدية سببها انى الشاهد الأول هنا لانى أول واحد لاحظ ما حدث من الممرضة ،

بيمسك المحامى فى كلمه لاحظ ويقوله وانت مالك انت وكيل نيابه عشان تلاحظ وتعمل فيها مفتش مباحث
**دى الحته اللى اتعمل عليها جملة اتلهى فى المسلسل **

عايدة ممرضة مثالية

يبدأ الشحن ويوجه محامي الدفاع عن عايدة سؤاله لشاهد الإثبات في القضية الدكتور عادل ، فيقول له كيف تتهم عايدة ، وانت نفسك قمت باختيارها "ممرضة مثالية" خلال فترة سبع سنوات هي مدة خدمتها في مستشفى الجامعة ، 

ليرد الدكتور عادل إن إختيار عايدة ممرضه مثالية هو خطأ إداري ، حيث يتم اختيار الممرضة المثالية في مستشفى الجامعة بالدور ، وليس حسب الكفاءة المهنية .

ثم يقوم المحامي بتوجيه سؤال للدكتور عادل إن كان موت المرضي توقف بعد حبس عايدة ،

فيجيب  دكتور عادل لا بيحصل موت لكن ليس بالبافلون ،
فيقول له المحامي كيف عرفت أنها ليست بالبافلون ، هل قمت بالتشريح ،

فيجيب دكتور عادل احنا اطباء مجرد النظر فى فم المريض يعرفنا فيه بافلون او مفيش .

يقوم محامي الممرضة عايدة بإحضار ام المريض عبدالقادر موضوع القضيه ويطلب منها تطلع عايدة من القفص فمبتقدرش تتعرف عليها فى مفاجاه مدوية للجميع 😱

الحكم بحبس عايدة عشر سنوات

بتنتهى جلسات المحكمه بتعديل مسمى الإتهام ولائحته ((للضرر والاهمال)) اللى أدى للوفاة وبينفي عن عايدة تهمه نية القتل العمد  ، وبتحكم باقصي عقوبة تخص هذا النوع من التهم وهى عشر سنوات و تنتهى الحكاية ،

و بعد سبع سنوات يتم الإفراج عن عايدة من سجن الحضرة .

الاحداث دى كلها حصلت سنه ١٩٩٧ .

مسلسل اوبرا عايدة

يقوم بعد ذلك الكاتب الراحل أسامة غازي بتحويل قصة الممرضة عايدة إلى عمل درامي بعنوان «أوبرا عايدة» ، تم إنتاجه عام 2000 للنجم الكبير يحيى الفخراني، والفنانة حنان ترك، من تأليف أسامة غازي، وإخراج أحمد صقر.

لكن المؤلف أسامة غازي ياخد المشاهد لحته تانية خالص وقضية تانية خالص وهى القتل الرحيم ، وينجح المسلسل نجاح عظيم ويقع الجمهور فى حب عايدة الدكتورة مش الممرضة

وبالرغم من التشابه الكبير بين الواقع وأحداث الرواية إلا أن المسلسل اختتم بنهاية مفتوحة تتيح للمشاهد تحديد موقفه من القضية بعدما نجحت جهة الدفاع والذي يمثلها الفخراني في في كشف الفساد الإداري وإثبات عدم مسؤولية عايدة عما حدث. 

مصير عايدة بعد خروجها من السجن

أما «عايدة» الحقيقية، فبعد أن أخذت حريتها مجددًا بعد 7 سنوات قضتها في السجن بسبب خطأ أكدت خلال لقاء لها بعد الإفراج عنها مع الإعلامي وائل الإبراشي، أنها لم ترتكبه ولم تكن تتوقع أبدًا أن يكون مصيرها الحبس بعد 7 أعوام قضتها في خدمة المرضى بالمستشفى بكل أمانة ، و انتهت مسيرتها المهنية .

ومع إنه قد تم الإفراج عن الممرضة عايدة نور الدين، إلا أنها لم تظهر إلا مرة واحدة في برنامج «العاشرة مساء» عبر قناة «دريم»، لكن أحدًا لا يعلم عنها شيئًا الآن .