-->

دلوعة السينما كريمان .. خطيبة اسماعيل يس ، كشفت ألاعيب دجال وعشقت المقالب .. اعتزلت الفن من أجل رجليّن ، شاهد أحدث ظهور لها

 

نبذة مختصرة عن الفنانة كريمان

عرفها الجمهور بوجهها الجميل المميز الذى يجمع بين الجمال والبراءة والأنوثة وخفة الظل والشقاوة التى تتحول إلى مكر أحيانا، فرآها تؤدى أدوار الفتاة البريئة أو الأرستقراطية الشريرة، والمجاهدة الجزائرية، والزوجة الصغيرة التى تعكر الحموات صفو حياتها وعلاقتها بزوجها، والموظفة التى تثير غيرة رئيستها فى العمل، وعشرات الأدوار التى ميز فيها الجمهور وأحب وجه قطة السينما الفنانة الكبيرة كريمان 


هى نبيلة الزوجة الصغيرة فى فيلم الحموات الفاتنات، وهو أول دور وأول بطولة لها فى السينما، وهى سلوى التى تقع فى حب جارها فى فيلم سكر هانم، وكوثر الفتاة الأرستقراطية الماكرة التى تحاول أن تفرق بين أحمد ابن طبقتها وبين الفتاة الغجرية التى يحبها فى فيلم «تمر حنة»، فأطلق عليها ابن عمها فى الفيلم لقب «ماسخة»، وهى ناهد خطيبة إسماعيل ياسين فى فيلم الفانوس السحرى، وبثينة الفتاة المتحررة فى فيلم بنات اليوم، وهى المجاهدة حسيبة ابنة القاضى حبيب فى فيلم «جميلة بوحريد»، وهى عايدة الموظفة التى تثير غيرة مديرتها على زوجها فى فيلم مراتى مدير عام آخر أفلامها، بالإضافة إلى عدد من الأفلام والمسرحيات قدمتها الفنانة كريمان إحدى نجمات الزمن الجميل وجميلاته قبل اعتزالها، خلال فترة عملها بالفن والتى امتدت من عام 1953 حتى عام 1965. 


مولد ونشأة الفنانة كريمان

اسمها الحقيقي كريمان محمد سالم ولدت في 18 ديسمبر عام 1936 بالقاهرة لعائلة من جذور تركية .

درست كريمان في مدرسة الليسيه وهناك نمت موهبتها الفنية، فبرعت من خلال مسرح المدرسة ثم شاركت في الإذاعة في “ركن الأطفال” مع الإعلامي الكبير “بابا شارو”، الذي تنبأ لها بمستقبل فني حافل . 

الفنانة المعتزلة كريمان مع والدتها

بداية الفنانة كريمان الفنية

ذات يوم قرأت في الصحف عن مسابقة تنظمها المنتجة اللبنانية آسيا داغر لاختيار بطلة فيلمها الجديد، فتقدمت كريمان لتجد المئات من المشاركات، لكن آسيا أعجبت كثيرًا بها خلال اللقاء الأول، وطلبت منها الحضور في اليوم التالي لإجراء اختبار فني.


كشفت ألاعيب دجال

تروي الفنانة كريمان في حوارها لإحدى المجلات الفنية أنه بعد انتهاء الاختبار زارت إحدى صديقاتها المقربات، وهناك التقت مصادفة برجل عجوز يرتدي ملابس فضفاضة أقرب إلى “الدراويش” وبيده مسبحة يُحصي حبّاتها، وفور أن رآها حتى تبسّم قائلًا: أزيك يا ست كريمان.. عملتي إيه في الاستديو امبارح.. اطمني أنتي ناجحة وهتمثلي بعد أسبوعين.


وبعد أن انفردت كريمان بصديقتها عرفت منها هوية ذلك الشيخ عباس؛ حيث أكدت لها أنه رجل طاهر مكشوف عنه الحجاب، فسخرت منه واتهمتها بالجنون وقالت لها: إنه لابد دجال مشعوذ، ولكن ساورها الشك؛ حيث لا أحد يعرف بإجرائها “اختبار كاميرا” وانتظارها موافقة المخرج على بطولة أول أفلامها السينمائية.

وبعد خروجهما من الغرفة التقته مجددًا وعاتبها أن نعتته بتلك الصفات، فتعجبت بشدة؛ لأنه لم يكن باستطاعة أحد أن يسمع حديثهما، فآمنت بقدراته واعتذرت له بشدة، وأخبرها أنها ستنجح في الاختبار وستصبح نجمة يلتف حولها المنتجون، وحينما حاولت إعطائه بعض النقود رفض بشدة قائلًا: يابنتي أن راجل بتاع ربنا وبس، الفلوس دي زخرف زائل.

فذهبت في الموعد ووقفت أمام الكاميرا رابطة الجأش، وعندما انتهى التصوير طلبت آسيا تحميض الفيلم بسرعة حتى تعلن لها النتيجة، وبعد 5 ساعات من الانتظار زفّت الخبر إلى الفنانة الشابة و وتعاقدت معها على الفيلم بعربون 100 جنيه،

تذكرت كريمان نبوءة الشيخ عباس وكيف أنها تفوقت على المشاركات في الاختبار بجمالها وثقافتها وأناقتها وموهبتها، وأعجبت داغر بجمالها وموهبتها الفنية، واكتشفتها وقدمتها في أول أفلامها “الحموات الفاتنات” مع كمال الشناوي، وقررت مكافأته لكنها بدأت التصوير وفي غمرة انشغالها نسيت هديته، وحينما وقعت لها إصابة في قدمها خلال التصوير، أحسّت أنه عقاب من الله، فأرسلت له في اليوم التالي هدية فخمة من الملابس التي اعتاد ارتدائها وبضعة جنيهات. 


وأرسل لها الشيخ عباس في المقابل بعض النصائح والنبوءات، التي تحققت فيما بعد، ورغم ذلك لم تستطع كاريمان الوثوق به تمامًا، حتى عرفت السرّ من صديقتها؛ فقد اكتشفت أمره من مربيتها العجوز، فمربية صديقتها كانت ضحية لذلك الشيخ النصاب، الذي كان يستدرجها عاطفيًا لمعرفة كل التفاصيل عن الفتاتين، وما يستجد في حياتهما من أمور، وكان هو شديد الذكاء يجيد تحليل تلك المعلومات وتصبح لديه القدرة على الاستنتاج والتنبؤ بكل شيء.. فعادت كريمان من جديد لا تؤمن بالخرافات والدجالين.

دلوعة السينما كريمان

بسبب جمالها وملامحها الأنثوية اللافتة وخفة ظلها حصرها المخرجون في أدوار البنت الشقية والتي برعت فيها بقوة، ومن أشهر الأفلام التي شاركت بها: "الحموات الفاتنات، سكر هانم، مراتي مدير عام".

 قالت لها الفنانة نعيمة عاكف: "يالا يا ماسخة"، ضمن أحداث فيلم تمر حنة، بينما قدمت شخصية خطيبة إسماعيل ياسين في الفيلم الشهير: "الفانوس السحري".

شاركت في أفلام أخرى منها: "عرايس في المزاد، شهر عسل بصل، علموني الحب، خالي شغل، موعد مع إبليس، وأمريكاني من طنطا".

في عام 1957 شاركت عبدالحليم حافظ فيلم: "بنات اليوم".

تعشق المقالب في الكواليس

 لم تكن شقاوتها أمام الكاميرا فقط بل كانت خلال كواليس أفلامها، حيث اشتهرت بمقالبها الطريفة مع فريق العمل الذي تقوم بتصويره، وروت أنها كانت تحرص على الهروب من المجهود المضني والإرهاق من أضواء الكاميرا الحارقة بوسائل عديدة للترفيه وقد اهتدت إلى أفضل الطرق بالعودة إلى شقاوة زمان”.


كريمان روت بعض من تلك المواقف لمجلة «الكواكب» بعددها الصادر في 13 نوفمبر عام 1957، وجاء فيها أنه ذات مرة كان يقتضي أحد المشاهد أن يتناول بطل الفيلم كمية كبيرة من الطعام بطريقة مثيرة للضحك، وتكرر تصوير هذا المنظر عدة مرات بسبب الأخطاء التي كان يقع فيها البطل أثناء إلقاء الحوار.

الفنانة المصرية أرهقت كثيرًا من تكرار التصوير، فأرادت أن تنتقم من البطل بعد الانتهاء من المشهد، وبالفعل قدمت إليه أثناء الاستراحة قطعة جاتوه، وما كاد يلتهمها بطريقته المعتادة، حتى صرخ من شدة الألم وسالت دموعه؛ فقد حشت كريمان تلك الحلوى بالشطة التي ألهبت فمه. 


مخرج العمل بعد أن اكتشف مقلبها طار فرحًا وهو يقول: «برافووو.. علشان يبقى يحفظ الدور كويس ويبطل أكل». 

مقلب آخر خلال تصوير أحد الأفلام على حوض حمام السباحة، حيث قامت النجمة الشقية بتدبير أحد المقالب الطريفة لأحد الممثلين الذين اشتركوا معها في الفيلم، وكان ضخم البنيان ومن المفترض أن تلقِ به في الحوض.

هذا الممثل، الذي لم تذكر كريمان اسمه خلال حديثها لمجلة «الكواكب» عام 1957، حرص قبل التصوير على استغلال قدراته البدنية في دفع العديد من طاقم الفيلم في الحوض، لذلك قررت الانتقام منه بحيلة طريفة وبنفس الطريقة التي اعتادها مع الآخرين؛ ولتعطيه في الوقت نفسه درسًا في التواضع.

الفنانة المصرية اتفقت مع إحدى زميلاتها على دفع صديقهم، كما هو مقرر بالسيناريو، ولكنهم أضافوا إلى أيديهم بعض “الدبابيس” لذلك قام بالصراخ والجري قبل أن يفقز في الماء، وأعجب المخرج بذلك المشهد وقام بتعديل السيناريو وفق ما تم تصويره بالفعل. 


تمتلك صوتاً جميلا

وبالإضافة إلى موهبتها التمثيلية، كانت الفنانة كريمان تمتلك صوتًا جميلًا وموهبة غنائية لافتة، حيث أنها تلقت دروسًا في الموسيقى على أيدي كبار الملحنين أبرزهم محمد الموجي وغنّت بصوتها في عدة أفلام.

رفضت 6 خُطاب

الحس النقدي الفكاهي الذي كانت تتمتع به الفنانة المصرية جعلها ترفض 6 خُطاب تقدموا لأبيها لطلب يدها في عام واحد، وكان من بينهم أطباء ومحامون وذوو مراكز اجتماعية مرموقة، ولكن رؤيتها الساخرة كانت الحائل بينها وبينهم.

الفنانة المعتزلة كريمان ومراحل مختلفة من حياتها

ومع ذلك اعترفت كريمان أنهم كانوا جيدين ولكنها كانت ماتزال في سن صغير وحكمها على الأمور قد لا يكون صائبًا آنذاك، وأضافت: وعندما أجد نفسي أهلًا لذلك سوف أحدد أهدافي في هذه المسألة بمنتهى الدقة. 


اعتزالها الفن وزواجها

مشوارها الفني كان قصيرًا للغاية من عام 1953 وحتى عام 1965 وهو عام اعتزالها الفن والأضواء تمامًا أي بعد 12 عاماً فقط اختارت الحياة الأسرية وفضلتها عن الاستمرار في الفن، فبعد غياب أكثر من 55 عاماً ظهرت الفنانة المعتزلة وكانت لاتزال تحتفظ بجمالها وطلتها المبهجة وخفة ظلها رغم مرور كل هذه السنوات الطويلة ورغم تقدمها في العمر. 


وأكدت في تصريحاتها أنها تركت الفن بعد زواجها وإنجاب ابنها الوحيد “شيرين”، موضحة: “اتدلعت شوية وعملت بالفن فترة وبعدين قلت سلام عليكم وتركته بعد زواجي وإنجابي لابني الوحيد شيرين”، وذكرت أنها لا تشعر بأي ندم بعد مرور هذه السنوات، على الرغم من أنها تركت الفن وهي لازالت في قمة شهرتها وشبابها. 

الفنانة المعتزلة كريمان مع ابنها في صورة نادرة