عرش الملكة بلقيس ودعوة سيدنا سليمان
»مملكة سبأ
هي إحدي الممالك العربية القديمة الشهيرة التي قامت في اليمن ، وقد إختلف المؤرخون حول المرحلة الدقيقة لنشأتها لكنهم إتفقوا علي أنها كانت تتواجد منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد ، لكن شهرتها إبتدأت منذ القرن العاشر قبل الميلاد.
كانت المملكة من أقوي الإتحادات القبلية التي ظهرت في اليمن القديمة ، حيث تمكنت المملكة من تكوين نظام سياسي وصف ب (الفدرالي) والذي ضم عدداً من الممالك وهي : مملكة قتبان ، ومملكة حضرموت ، ومملكة معين ، وكافة القبائل التابعة لتلك الممالك ، وأسسوا عدداً من المستعمرات بالقرب من العراق وفلسطين وفق الكتاب المقدس ، العهد القديم ، وبعض النصوص الأشورية ، وهذا يدل علي المكانة العالية التي شكلتها هذه المملكة في ذلك الوقت.
»ماهو عرش بلقيس
إمتلكت بلقيس ملكة مملكة سبأ عرشاً عظيماً ، ويُذكر أن العرش مصنوع من الذهب ومن الجواهر الكريمة ، أما غرفة العرش وكرسي العرش فقد كانتا من أجمل ما صُنع في فن السبك والصناعة ، كما كانت الحراسة لا تُفارق مكان العرش ، وقد كان عرشاً عظيماً مرصع بالجواهر ومصنوع بطريقة محترفة ومختلفة.
وذكر القرآن الكريم قصة سيدنا سليمان مع ملكة مملكة سبأ حيث جاء الهدهد لسليمان عليه السلام بخبرٍ يقين من بلاد سبأ في اليمن ، فقد حطّ رحاله في بلادهم فوجد أمراً عجباً لم يره من قبل ، فقد وجد قوماً تملكهم أمرأة لها ملكُ عظيم وعرش مهيب يأتيها الخدّام بما تشتهيه وتطلبه ، وقد كانت وقومها يعبدون الشمس من دون الله تعالي.
قال تعالي : (أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ* إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ* وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ).
عرش بلقيس ملكة مملكة سبأ |
»دعوة سليمان لملكة سبأ
قرر سيدنا سليمان بعد أن سمع الخبر من الهدهد وقد أتاه الله تعالي منطق الطير أن يرسل إليهم كتاباً يأمرهم فيه بالخضوع لدين الله سبحانه وتعالي دين التوحيد وعدم عصيان ذلك ، ووصل الكتاب عن طريق الهدهد إلي بلقيس الملكة فقرأته وتعجّبت من حسن ألفاظه وإبتدائه بلفظ الجلالة والبسملة ولكن ما أزعجها هو طلب سيدنا سليمان منها ومن قومها الخضوع لدين الله.
وإحتارت بلقيس الملكة الحكيمة في أمرها وقررت أن تسمع لرأي مستشاريها الذين إختارتهم من علية قومها ومن حكماء أفراد حاشيتها ، وأشار القوم بعد تفكّر عليها بعدم الرضوخ مفتخرين بأنهم أصحاب قوةٍ وبأس شديدٍ ، ووضعوا الأمر بين يديها والفصل لها.
وتفكّرت بلقيس في أمرها ثم قالت إن الملوك وكما عهدناهم إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلةً ، وقررت بلقيس إرسال هدية لعلها تستميل فريق سيدنا سليمان عليه السلام ، وكانت الهدية ثمينة جداً ولكن سيدنا سليمان لم يكن ينظر لذلك بل كان همه الدعوة إلي دين الله تعالي.
»إحضار عرش بلقيس
عندما وصلت الهدية لسيدنا سليمان لم تحرك فيه ساكناً بل حركت مشاعر الإيمان والخشية فيه ولسان حاله يردد ما آتاني الله خير مما آتاكم ، وتوعّدهم بإرسال جيشٍ عظيمٍ لهم يخرجهم من أرضهم أذلة صاغرين ، وطلب سيدنا سليمان من حاشيته أن يأتوه بعرشها فتنافس القوم فقام عفريت من الجن وتحدي بأن يأتي به قبل أن يقوم سيدنا سليمان من مقامه.
وتحدي
رجل علمٍ مقربٍ من سليمان وقال أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ، فرآه
مستقراً أمامه بفضل الله ، ثم جاءت بلقيس مسلمةً إلي سليمان ودخلت الصرح
الذي بُني من زجاج فحسبته بحراً وأمواجاً تتلاطم فرأت من الآيات والملك ما
لم تره من قبل ، وأسلمت مع سليمان لله تعالي رب العالمين.
إرسال تعليق