ملكات حكمن العالم بين العصر القديم والعصر الحديث

 دائما ما كان الحديث عن ملوك و أمراء حكموا الأرض و سيطروا علي حضارات عريقة وكثيراً ما نقرأ عنهم ونسمع عن إنجازاتهم وعن الحضارات التى ينتمون إليها ولكن هل تعلم أن هناك خمس ملكات حكمن حضارات عريقة ولكن لم يحظوا بتلك الشهرة التى نالها الملوك من الرجال . 

في هذا الموضوع سنعرض لكم خمس ملكات  غيرن مجري التاريخ وكتبن أسمائهن بحروف من نور .

كانت النساء الحاكمات في العصور القديمة قليلات ومتباينات لكنهن تركن إرثاً قوياً مثل كليوباترا وبوديكا وسيونديوك فقد وصل عدد قليل جدا من النساء إلى السلطة في ممالك العالم القديم وإمبراطورياته ، القلة التي فعلت ذلك في الشرق الأدنى وآسيا وأوروبا وشقت طريقها عبر عوائق كبيرة وفي أوقات عنيفة .

وصلت هؤلاء النسوة إلى سلطتهن من طريق الرجال : الآباء والأزواج والإخوة والأبناء لكنهن بقين في السلطة طوال عقود  بمزيج من الطموح والذكاء والدهاء السياسي والكرم والمكر وفي بعض الحالات بسفك الدماء دون رحمة من أجل السلطة.

غالباً ما كانت المرأة تصل إلى الحكم لوجود أزمة ما. مثل عدم وجود رجل مؤهل لتولي الحكم، فتتولى المرأة بوصفها نائبًا أو بديلًا مؤقتًا، وعادةً ما يكون لها نهاية سيئة وكان موتهن أحيانا عنيف عند إنتهاء فترة حكمهن.

ما يلي ذكر لخمس حاكمات قديمات تغلبن على العقبات مما ساعد على تسطير تاريخهن :

1- حتشبسوت، مصر القديمة :

حكمت الملكة حتشبسوت التي تولت دور الفرعون في الأسرة الثامنة عشرة في مصر مدة 22 عام من الإزدهار والسلام والإبداع الفني الذي كان له تأثير دائم في الثقافة المصرية.

فبوصفها الإبنة الكبرى للفرعون تزوجت حتشبسوت أخاها غير الشقيق تحتمس الثاني في سن الثانية عشرة ثم أصبحت الملكة الوصية على العرش لابن زوجها تحتمس الثالث الذي ورث العرش في سن الثانية.

بعد سبع سنوات من وصايتها على العرش عام 1478 قبل الميلاد كسرت التقاليد وتوجت نفسها ملكة وحاكمة مشاركة مع الملك الطفل لكي يقبلها المجتمع الأبوي في مصر حيث كان الغالب في العالم القديم الملوك من الذكور .

صممت حتشبسوت صورة ذكورية فكانت ترتدي التنانير الملكية التقليدية وتضع اللحى الزائفة وقد صورت نفسها بعضلات كبيرة، تقدم القرابين الملكية للآلهة أو تضرب رؤوس الأسرى الأجانب.

عملت حتشبسوت على إزدهار الإقتصاد وإعادة إنشاء شبكات التجارة التي تضررت سابقاً وإنشاء العديد من المشروعات في مصر العليا والسفلى كما كانت تمارس الشعائر المقدسة المخصصة عادة للملوك الذكور في المعابد ما يضمن قاعدتها الدينية وشرعيتها. 

عندما توفيت الملكة حتشبسوت محا تحتمس الثالث إسم حتشبسوت من السجلات العامة ودمر تماثيلها وأزال صورتها من الآثار وأرجع تاريخ حكمه إلى وفاة والده مستولياً على إنجازات زوجة أبيه.

2- كليوباترا :

حكمت كليوباترا مصر البطلمية 21 عاماً إلى جانب أخيها، وكانت آخر حاكم من الأسرة البطلمية قبل ضم روما لمصر سنة 30 ق.م. سعت إلى إستخدام روما لإعادة ضم الأراضي المفقودة إلى مصر.

أصبحت كليوباترا وشقيقها بطليموس الثالث عشر حاكمين عندما توفي والدهما بطليموس الثاني عشر 51 ق.م. لكن الصراع على السلطة والحرب التي نشبت بينهما دفعت الدكتاتور الروماني يوليوس قيصر الذي كان عاشقاً لكليوباترا للوقوف بجانبها.

عندما قتل بطليموس الثالث عشر في المعركة أعلن قيصر كليوباترا وأخاها الآخر بطليموس الرابع عشر حاكمين ، مات هذا الأخ في السنة عينها التي أغتيل فيها قيصر ، سنة 44 ق.م عينت كليوباترا سيسرون –ابنها من يوليوس قيصر- حاكماً مشاركاً لها تحت إسم بطليموس الخامس عشر لدعم السلالة الحاكمة ثم تحالفت مع القائد الروماني مارك أنطونيوس ولي عهد قيصر بعد المزيد من المؤامرات السياسية والمكائد تزوجا وأنجبا وتبادلا الإمتيازات السياسية.

قامت كليوباترا بتمويل إحدى حملات أنطونيوس العسكرية ثم طلبت من روما إعادة أجزاء من الشام إلى مصر مما أدى إلى حرب دعائية مع وريث قيصر –أوكتافيوس- حول إعطاء أنطونيوس أرضاً رومانية لإمرأة أجنبية فأعلن مجلس الشيوخ الروماني الحرب ضد كليوباترا.

إلتقت قوات أنطونيوس وأوكتافيوس في المعركة عندما سمع أنطونيوس خبر موت كليوباترا سقط على سيفه منتحراً ، عندما وصل أوكتافيوس لأسر كليوباترا في قصرها بالإسكندرية رفضت العودة إلى روما لتعرض في الشوارع ملكة مهزومة وتقول الأسطورة أنها إنتحرت بلدغة ثعبان بينما يرى فريق من المؤرخين أنها إنتحرت بتجرع السم أو بوسيلة أخرى.

ملكات حكمن العالم فى العصر القديم

3- وو شتيان:

تولت الإمبراطورة وو شتيان أول إمبراطورة صينية حاكمة لأسرة تانغ مدة 40 عام من 665 إلى 705 ( مدة 25 عام من خلال زوجها وأولادها، ثم 15 عامً عندما أسست بخطوة غير مسبوقة أسرة وو تشو، وأصبحت إمبراطورة مستقلة بذاتها ) وبفضل قيادتها القوية عملت على تشكيل حكومة أكفأ وأعادت إحياء إقتصاد الصين وثقافتها ونازعت الطبقة الأرستقراطية لتحسين طبقة الفلاحين وغزت الصين أراضي جديدة في كوريا وآسيا الوسطى ما جعلها واحدة من أقوى الإمبراطوريات في العالم.

جاءت أولا إلى البلاط الإمبراطوري خليلة للإمبراطور تايزونغ، وعندما توفي تزوجت إبنه التاسع ووريثه الإمبراطور غاوزونغ ، كانت إمبراطورة مثقفة وطموحة وأكثر حزما وإستباقية من زوجها وكانت القوة الحقيقية وراء العرش ، وقد إكتسبت هذه السلطة جزئيا عبر القسوة والخداع والكثير من مكايد القصر والإتهامات بالسحر وكثير من الدم المسفوك. 

أنشأت شبكة تجسس لمساعدتها على قتل منافسيها ، أنزلت مرتبة الأعداء وأولادهم أو نفتهم وإستهدفت أفراد عائلتها وذبحت 12 فرعا من العائلة الإمبراطورية عندما حاول البعض إبعادها عن السلطة.

عندما أصبح أبناؤها أباطرة كانت لا تزال تحتفظ بالسلطة الحقيقية بوصفها الإمبراطورة الوصية ومنعتهم من شؤون الحكم والسياسة وفى عام 690 م عندما كانت في الستينيات من عمرها أجبرت إبنها الأصغر الإمبراطور رويزونغ على التنازل عن العرش وجعلت نفسها الحاكم الوحيد وأسست أسرة تشو الثانية التي إستمرت 15 عاما. 

روجت الفنون والأدب وبدأت حملات لرفع مكانة المرأة ودعم حقوقها ونشر البوذية على حساب الطاوية ، في فبراير 705 أطاح إنقلاب بوو شتيان من السلطة، وتوفيت في وقت لاحق من ذلك العام.

4- بوديكا، بريطانيا القديمة :

أصبحت الملكة بوديكا من قبيلة إيكيني البريطانية القديمة قائدة لشعبها، وشخصية أسطورية ورمزاً ثقافياً عبر التمرد والعنف والحرب ، عندما توفي زوجها براسوتاغوس عام 60م إنتقلت الإمبراطورية الرومانية لضم مملكة إيكيني وفي تلك الأثناء جلد الرومان الملكة علناً وإغتصبوا إبنتيها.

فقد ظنوا الرومان خطأً أن العنف سيجعلها خاضعة لكن كان لذلك تأثير معاكس فقد جعلها قوية جداً وأمدها بالقدرة على شن حملة حاسمة فقامت بوديكا بجمع جيشاً محاربا وهاجموا التجمعات السكانية الرومانية الرئيسية متضمنة لندونيوم -لندن الحالية تقريبا- وهزموا كتيبة من الفيلق الروماني قتل أتباعها 70-80 ألفاً من الرومان والبريطانيين المؤيدين لهم وإقتربوا من النجاح في الإنتفاضة حتى هزم الجيش الروماني المعاد تجميعه القبائل في معركة ثالثة حاسمة وأخيرة.

توفيت بوديكا إنتحاراً أو مرضاً بعد ذلك بوقت قصير ، الثورة التي لم تدم طويلاً عام 61 م جعلتها بطلة وطنية ورمزاً ثقافياً بعد 15 قرن خلال عصر النهضة الإنجليزية.

5- الملكة سيونديوك، كوريا :

كان الملك جينبيونغ لم ينجب ذكور طلبت إبنته الأميرة دوكمان فرصة التنافس على العرش بدلا من التنازل عنه لصهرها ، مارست النساء السلطة الجزئية من قبل في شلا، إحدى الممالك الثلاث في شبه الجزيرة الكورية، مع ذلك لا يزال الأمر غير مقبول في نظر الكثيرين.

عام 631 أعدم إثنان من المسؤولين الذين خططوا لإنتفاضة لمنع تتويجها علنا مع أسرهم ، في يناير 632 بدأت الملكة سيونديوك 15 عاماً على العرش بوصفها حاكم شلا السابع والعشرين وأول ملكة حاكمة فعليا ليس بوصفها وصية أو ملكة أرملة كسابقاتها.

في زمن الحروب العديدة بين الممالك الثلاث ساعدت على تشكيل الثقافة الكورية بإحياء الفكر والأدب والفنون وحرصت على توفير سبل العيش للناس وكلفت المفتشين الملكيين بتحسين رعاية الأرامل والفقراء والأيتام وكبار السن. 

بنت مرصد تشومسونغداي الفلكي لمساعدة المزارعين وأعفت الفلاحين من الضرائب مدة عام وخفضت الضرائب على الطبقة الوسطى وكسبت الدعم الشعبي الذي واجه معارضة الأرستقراطية الذكورية .

في البداية رفضت أسرة تانغ في الصين المجاورة الإعتراف بوجود حاكمة أنثى لكن لم يزعجها ذلك ، طلبت مساعدتهم مرة أخرى عندما وضعت الأساس لتوحيد الممالك الكورية الثلاث تحت حكم شلا ، إعتنقت البوذية وشيدت عشرات المعابد والباغودا وهي من أطول الأبنية في شرق آسيا على أمل جعل توحيد الممالك الثلاث حقيقة واقعية.

عام 647 في أثناء قمع تمرد دام عشرة أيام بقيادة أحد مستشاريها مرضت الملكة سيونديوك وماتت وأصبحت إبنة عمها المتوجة الملكة جندوك الحاكمة التالية لشلا.

أصبحت النساء تتمتعن بنفوذ كبير فى هذا العصر أكثر من أى وقت مضى فهن تتقلدن أعلى المناصب السياسية والإجتماعية كما فتح المجال أمامهن للعمل فى مجالات مهمة ومنحن الحرية الكاملة فى معظم دول العالم خاصة بعد إثباتهن قدرتهن على منافسة الرجال فى مختلف الإختصاصات.

وقد شهد عصرنا الحديث تولى العديد من النساء رئاسة بلادهن أو حكوماتها وكان لهن تأثير كبير على نهضة شعوبها وإقتصادها أو مد نفوذها إلى خارج حدودها "الدول المجاورة" بإعلان الحرب عليها ونرصد أبرز هؤلاء النساء ..

 

1- جونسون سيرليف ، المرأة الحديدية :

عرفت " إلين جونسون سيرليف " أنها أول رئيسة تفوز فى إنتخابات حرة فى أفريقيا ومن ثم نالت شهرة دولية واسعة خاصة بعد ما تمكنت من إنهاء حرب أهلية إستمرت فى بلادها ليبريا 14 عاما، ولقبت بـ"المرأة الحديدية" وحصلت على جائزة نوبل للسلام فى عام 2011.

تخرجت سيرليف فى جامعة هارفرد فهى خبيرة إقتصادية عملت على إستمالة المؤسسات المالية الدولية بعدما شغلت هذا المنصب الرفيع فى بلدها.

المرأة الحديدية

2- لاجارد ، الأقوى إقتصاديا :

تعد " كريستين لاجارد " أول إمرأة تترأس صندوق النقد الدولى، تلك المنظمة التى تجمع بين إقتصادات 188 دولة ولديها العديد من القرارات والإنجازات التى سطرها التاريخ بشأنها خاصة قرارها المرتبط بدعم إضافة اليوان الصينى إلى سلة العملات الإحتياطية فى صندوق النقد الدولى وحصلت على لقب المرأة الأكثر نفوذاً ونجاحاً فى مجال الإقتصاد.

3- هله ثورنينج شميت :

" هله ثورنينج شميت " التى تعد من الشخصيات السياسية البارزة، تتولى منصب رئيسة وزراء الدنمارك حاليا منذ أكتوبر 2011، كما أنها زعيمة الحزب الإشتراكى الديمقراطى.

" شميت " هى زوجة البريطانى " ستيفن كينوك " الذى دخل برلمان بريطانيا فى السنوات الأخيرة على الرغم الخسارة التى لاحقت حزب العمال الذى ينتمى إليه. 

4- باك كون هيه ، ملكة الإنتخابات :

أول إمرأة تنتخب لرئاسة كوريا الجنوبية هى باك كون هيه التى ولدت فى عام 1952م كما أنها تعد أول إمرأة ترأس إحدى دول شمال شرق آسيا، ووالدها هو الرئيس بارك تشونج هى الذى حكم البلاد لمدة 18 عاما بعد إستيلائه على السلطة فى إنقلاب عسكرى وأطلق عليها "ملكة الإنتخابات" كما احتلت المرتبة الـ 46 فى قائمة فوربس لأكثر الشخصيات نفوذا فى العالم.

5- إليزابيث الثانية :

هي الملكة الدستورية لـ 16 دولة من مجموع 53 من دول الكومنولث التي ترأسها كما ترأس كنيسة إنجلترا ، عند تسلمها السلطة في 6 فبراير 1952م أصبحت رئيسة الكومنولث وملكة 7 دول مستقلة أعضاء فيها وهي الإبنة الأولى للملك جورج السادس.

الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا

6- براتيبا باتيل :

حققت فوزاً ساحقاً لتكون أول إمرأة تشغل منصب رئاسة الهند متفوقة على منافسها نائب الرئيس المنتهية ولايته بهايرون سينغ شكاوات بأكثر من 300,000 صوت ، تولت العديد من الوزارات "ما لا يقل عن 6 وزارات" وتم إختيارها رئيساً لحزب المؤتمر في ولاية ماهاراشترا وإختارت البقاء في الحزب حتى بعد فقدانها منصبها ، إبتعدت عن السياسة في فترة التسعينيات وفي 8 نوفمبر 2004م عادت مجدداً حيث تم تعيينها حاكمة لولاية رجستهان حتى 23 يوليو 2007 .