لغز الكواكب التى تحيط بالشمس والتى رسمها السومريون قبل الميلاد ب 3500 عام
ما هو لغز الكواكب التى تحيط بالشمس والتى رسمها السومريون قبل الميلاد ب 3500 عام؟!
كانت الحضارة السومرية حضارة متفوقة ومتطورة ، وهى بحد ذاتها لغز محير لم نستطع فهمة حتى الآن ، بدأ كل شئ من عندهم فالتاريخ يبدأ من سومر ، فكانت أول مدرسة نشأت فى سومر ، أول دستور للأدوية ، أول حالة لخفض الضرائب ، أول تقويم زراعى ، أول حوض مائى ، أول تجربة لزراعة أشجار الظل وأول أغنية للحب أيضاً كانت من سومر ، وغيرها من بنود الحضارات الإنسانية التى نشأت فى سومر .
" سومر " هى حضارة قديمة بدأت فى بلاد الرافدين فى المنطقة الجنوبية بين نهرى دجلة والفرات " العراق الآن " ، استوطنوا سومر هذه المنطقة منذ حوالى ٤٥٠٠ سنة قبل الميلاد وقد استمرت سيطرتهم على المنطقة حوالى ٢٠٠٠ سنة حتى تولى البابليون زمام الأمور من بعدهم.
قبل القرن التاسع عشر لم يسمع أحد عن الحضارة السومرية كأنها لم تولد ، ولكن فى عام 1850 م تغير كل شئ عندما عثر المستكشف وعالم الآشوريات الإنجليزى " أوستن هنرى " على مكتبة الملك " آشور بانيبال " صدفة أثناء بحثة عن الآثار البابلية والآشورية فى أنقاض مدينة نينوى شمال العراق ، تتكون المكتبة من ثلاثون ألف قطعة من ألواح طينية وبقايا مكتوبة باللغة الأكادية والسومرية .
استيقظت الحضارة السومرية وكشفت عن عجائبها حيث وجدت لوحة أثارت حيرة ودهشة كبيرة حيث يوجد نقش فى الجانب الأيسر العلوى من هذه اللوحة عبارة عن الشمس ومن حولها أحد عشر كوكباً ، نحن ندرك اليوم وجود ثمان كواكب فى المجموعة الشمسية والكوكب التاسع بلوتو الذى يعرف بالكوكب القزم والشمس والقمر كما اعتبرت الشعوب القديمة بما فيهم السومريين أن الشمس والقمر عبارة عن كواكب فإن الكوكب الثانى عشر هو نيبرو ، فهل يعقل أن السومريين كانو على علم بعدد كواكب المجموعة الشمسية ومركزية الشمس قبل الميلاد بـ ٤٠٠٠ سنة !!
نقوش المجموعة الشمسية عند السومريين |
يفترض " زكريا سيتشين " والذى يعتبر واحداً من العلماء القليلين القادرين على قراءة وتفسير الألواح الطينية الأكادية والسومرية القديمة أن السومرين إمتلكو معرفة فلكية متطورة جداً وأن هذه المعرفة قد أعطيت لهم من آلهتهم الذين قدموا إلى الأرض منذ نصف مليون سنة .
وفقاً لما تم ترجمته من الألواح السومرية فإن كوكب نيبرو هو الكوكب الثانى عشر فى مجموعة كواكب النظام الشمسي عند السومرين ، وقد أدى إصطدام أحد أقمارة مع كوكب تيامات وهو كوكب يقع بين المريخ والمشترى إلى تشكيل كوكب الأرض وحزام الكويكبات والقمر.
بإعتراف الجميع كانت الحضارة السومرية حضارة إستثنائية لم يستطيع أحد إلى اليوم فهم لغز هذه الحضارة وأسباب ذلك التقدم والتفكير الإبداعى الذى تميز به السومريين ، فظنوا أنه الكائنات الفضائية والتعديل الجينى وراء ذلك التفوق فقد كان لدى السومريين ميل غير عادى للإختراع التكنولوجى فقد ركزوا روحياً وجسدياً على التفوق والتميز والطموح والريادة .
ابتكر السومريون نظام العد الستينى والذى يستخدم حتى هذه اللحظة فى قياس الزمن ، فيرجع أصل الستين دقيقة فى الساعة والستين ثانية فى الدقيقة إلى حضارات تلك المنطقة بالإضافة إلى معرفتهم الواسعة بالعمليات الحسابية والعلاقات الرياضية ، كما اهتم السومريون بعلم الفلك والتنجيم فتتبعوا حركة الشمس والقمر ووضعوا التقويم القمرى وكان بإمكانهم التنبؤ بالأحداث الفلكية مثل الكسوف ، كما رسموا النجوم فى مجموعات وقسموا سماء الليل إلى ١٢ قسماً وأطلقوا عليهم أسماء الأبراج التى وصلت إلينا لاحقاً من الترجمات اليونانية واللاتينية .
أنشأت الحضارة السومرية ما يقرب من ١٢ مدينة بحلول الألفية الرابعة قبل الميلاد وهو نظام يسمى بالدول المدن حيث تحتوى كل مدينة على سور يحيط بها يقع فى منتصفها " الزاقورة " وهى معبد على شكل هرم متدرج مرتبط بالديانة السومرية .
تضمنت دول المدن الأساسية كلاً من " إريدو " و " نيبور " و " لجش " و " كيش " و " أور " وأول مدينة حقيقية هى مدينة " أوروك " وتعتبر مدينة أوروك مركز تجارى مزدهر ، احتوت فى عصرها الذهبى عام 2800 قبل الميلاد على عدد من السكان يتراوح بين 40 ألف و 80 ألف شخص يعيشون فى 6 أميال من الجدران الدفاعية مما يجعلها على الأرجح أكبر مدينة فى العالم القديم .
وعندما كان التاريخ البشرى صفحة بيضاء نقش السومريون الكلمة الأولى وطوّروا أول نظام كتابة فى العالم والذى يعرف " بالكتابة المسمارية " وذلك بحوالى 3400 عام قبل الميلاد ، وهى عبارة عن نص يتكون من علامات على شكل إسفين ، تكتب بإستخدام القصب الحاد الذى يضعط به على الطين الرطب ثم يجفف ليشكل الألواح الطينية ، استخدمت الكتابة فى البداية لتسجيل الحسابات والمعاملات التجارية إلا أنها سرعان ما تطورت إلى نظام كتابة كامل يستخدم فى تدوين التاريخ والقوانين والأدب والشعر وغيرها ، وقد وثقوا كل سجلاتهم على الألواح الطينية .
الكتابة المسمارية |
أبدع السومريون أيضاً فى الهندسة الهيدروليكية حيث اكتشفوا كيفية جمع وتوجيه فيضان نهرى دجلة والفرات ، وصمموا أنظمة معقدة من القنوات المائية وسدود يمكن فتح وإغلاق بواباتها لتنظيم تدفق المياه ، كما برعوا فى علم المعادن واستخدام النحاس فى تصنيع العديد من العناصر المفيدة ، اخترعوا المحراث وبنوا المراكب الشراعية وابتكروا العجلات الدوارة التى تستخدم لتصنيع الفخار .
إرسال تعليق