سروجي تربع على عرش الكوميديا ووصل إلى العالمية.. من قمة الثراء والنجومية إلى الفقر والمرض.. معلومات عن الفنان علي الكسار

 

نبذة مختصرة عن الفنان علي الكسار 

اسمه وملامحه المتفردة وطريقة أدائه التلقائية ولَكْنته المُغايرة، صنعت منه نجمًا كوميديًا استثنائيًا وصل إلى العالمية، وحظى بشهرة طاغية في العديد من الدول مثل فرنسا، وذاع صيته لدرجة فرضت اسمه بين العظماء بالموسوعة البريطانية. 

كما عبرت شهادة الكوميديان الفرنسي "دني دينس" بصدق عن موهبة نجمنا، إذ أبدى إعجابه الشديد بأدائه في تجسيد شخصية "عثمان أفندي" في مسرحية "سرقوا الصندوق يا محمد" المُترجمة والمأخوذة عن نص عالمي حمل اسم "البخيل"، التي جسدها أفضل من تلك التي شاهدها في فرنسا.

انه الفنان المصري على الكسار الذي كانت بساطته وصدق أداءه واختلافه، وراء احتفاظه بمكانة كبيرة في قلوب جمهوره وتمتعه بشعبية جارفة في حياته، وحتى بعد وفاته، حيث قال في لقاء إذاعي سابق له، قائلًا: "كل أملي أن أكون ممثلًا قريبًا من قلب الجمهور والحمد لله استطعت أن أحقق ذلك، فأنا لا أريد شيئًا من الدنيا سوى ذلك".

وفي هذا المقال سنذكر لكم ابرز المعلومات عن الفنان علي الكسار واهم المحطات في حياته الفنية والخاصة. 

مولد ونشأة الفنان علي الكسار 

ولد الفنان علي الكسار في 13 يوليو عام 1887 في حي السيدة زينب بالقاهرة، ممثل مصري، اسمه الحقيقي "علي خليل سالم"، وقد أخذ اسمه الفني "الكسار" من عائلة والدته التي تدعى "زينب علي الكسار"، وعمل في بداية حياته بمهنة "السروجي" وهي نفس المهنة التي كان يعمل بها والده، ولكنه لم يستطع إتقانها، حيث اتجه للعمل وتعلم الطهي مع خاله، وفي تلك الفترة اختلط "علي الكسار" بالنوبيين وتعلم لهجتهم وطريقة كلامهم. 

بداية مشوار علي الكسار في الفن

بدأ الفنان "علي الكسار" مشواره مع الفن في "دار التمثيل الزينبي" في شارع المواردي بالسيدة زينب عام 1907 وأطلق عليها إسم "التمثيل الزينبي"، ثم إنتقل للعمل في فرقة "جورج أبيض"، وتعرف على "أمين صدقي" وكونا معاً فرقة تمثيل عام 1916، ثم بدأ بالانتقال بفرقته إلى مسرح "الماجستيك"، وذاعت شهرة "علي الكسار" في تلك الفترة حتى أسس مسرحًا باسمه قدّم من خلاله أشهر الروايات التي حققت نجاحًا منقطع النظير آنذاك. 

بربري مصر الوحيد علي الكسار 

لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في حياة الفنان علي الكسار، إذ ابتدع شخصية "عم عثمان عبد الباسط" التي عرفه الجمهور بها في كثير من أعماله، وبلكنته المأخوذة من أهل النوبة، وعن شخصيته الكوميدية التي تميز بها، يقول "الكسار" في لقاء سابق: "قدمت رواية "حسن أبو علي سرق المعزة"، واخترت شخصية عثمان هذا الرجل البربري الظريف الكوميدي، ونالت استحسان الجمهور، ولذلك تمسكت بهذه الشخصية بعد أن شعرت بحب الناس لها وارتبطت بها لنهاية مشواري".

دخل الفنان علي الكسار في منافسة شرسة مع الفنان "نجيب الريحاني"، وقفز قفزة هائلة بفرقته ووصل عدد أعمال علي الكسار المسرحية اكثر من 160رواية مسرحية، مما جعلته يسافر إلى الشام ليقدم أعماله هناك، والتي لاقت وقتها نجاح عظيم، ولكن بعد عودته إلى القاهرة مر بأزمة أدت إلى إغلاق مسرحه، حيث توجه إلى السينما بعد ذلك. 

اهم اعمال الفنان علي الكسار في السينما 

بعد هذا النجاح الرائع على خشبة المسرح وإغلاق مسرحه، قرر الفنان "علي الكسار" الإنتقال للسينما وقدم مجموعة من الأفلام الخالدة والرائعة اشتهر من خلالها في أداء دور الغفير والبواب ومن أشهر أفلامه خفير الدرك، بواب العمارة، علي بابا والأربعين حرامي، محطة الأنس، سلفني 3 جنيه، ألف ليلة وليلة، نور الدين والبحارة الثلاثة، رصاصة في القلب، أمير الإنتقام. 

من حياة الثراء والنجومية إلى الفقر والمرض

دوام الحال من المحال، هكذا أصبح ينطبق هذا المثل على الفنان "علي الكسار"، فبعد هذه النجومية والثراء، تراجع نجم الكوميديا بشكل كبير وبدأ نجمه في الإختفاء، حيث عانى وقتها من التجاهل والنكران التام، بعد ظهور جيل جديد من الفنانين الكوميدينات على الساحة الفنية في تلك الفترة، مثل "عبد الفتاح القصري" و "إسماعيل ياسين" و "عبد السلام النابلسي"، وبالتالي تراجعت شعبيته، مما جعله يضطر للقيام بأداء بعض الأدوار الصغيرة، التي لا تليق بمشواره الفني، مثل الدور الذي قام بأدائه في فيلم "آخر كدبة" بطولة الفنان "فريد الأطرش"، حيث قام بأداء مشهدين فقط أو ثلاثة في الفيلم.

وفاة الفنان علي الكسار 

بعد أن خـ ـانت الدنيا الكوميديان الكبير ورائد المسرح "علي الكسار" من الصعود إلى الهبوط، أصيب في أخر أيامه بسرطان البروستاتا، وظل يعاني منه كثيراً، وتم حجزه في مستشفى "القصر العيني" على سرير "درجة ثالثة"، إلى أن رحل عن عالمنا في 15 يناير عام 1957، عن عمر يناهز 69 عاماً. 

تكريم الفنان علي الكسار 

أعطى الفنان علي الكسار حياته للفن، وبادله الجمهور حبًا بحب، كما وصل احتفاء الدولة به بوضع صورته على طابع البريد عام 1996، بعد أن ترك تأثيرًا وبصمة لا يضاهيها نجمًا غيره، ليعيش بيننا بأعماله الخالدة التي ما زالت تُدخل السعادة على كل من يُشاهدها.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال