-->

أشهر مريض بـ البلهارسيا : نقلت له زجاجة دم تحتوي على فيـ ـروس وكان يخاف النوم ليلاً .. قصة اللحظات الأخيرة في حياة عبد الحليم حافظ


أشهر مريض بالبلهارسيا»، صفة التصقت بالعندليب الراحل، عبدالحليم حافظ، كمّا جاء في مذكرات طبيبه الخاص، الدكتور هشام عيسى، حيث دارت حياته داخل مثلث تكونّت أضلاعه من الحب والمرض والغناء، فيما كانت قاعدة المثلث التي لازمته منذ صغر سنه، المرض، وتحديدًا المرض بـ «البلهارسيا»، النوع الذي شخصه الأطباء بإنه بلهارسيا الأمعاء.

عندما سُأل حليم عن كتابة مذكراته، ذات مرَّة، قال: «عندما فكرت في كتابة مذكراتي، أحسستُ إنني أريد أن أصرح بكل ما حدث في عمري مرة واحدة، حب، وفاء، مرض، خيانة، صداقة، ألم، سعادة، رحلات في معظم بلاد الدنيا، باختصار الحياة هي رحلة رائعة رغم الألم».

عبد الحليم كان يخشى النوم ليلاً

داخل كتابه، روى طبيب عبدالحليم أيضًا، إنه كان يخشى أن ينام ليلاً، بسبب أن معظم أزماته الصحية، حدثت في الليل، فأراد أن يتجنب الليل تمامًا، كما قرر العزوف عن الزواج حين اكتشف أنه يقضي على الأقل نصف العام على سرير العلاج، واكتفى بتسجيل الأغاني التي كانت تستغرف شهرين.

لازمت «البلهارسيا» حليم طوال حياته، كان حينها علاج المرض يتم من خلال حقن المريض في الوريد بمادة «التارتير»، وهي تصيب المريض بالإرهاق والغثيان والقئ، وطريقة الحقن كانت تحمل أمراضًا أخرى تضاف للمريض أكثر مما كانت تحمل الشفاء، وفقًا لكلمات الدكتور هشام.

قبل عام 1955، كان عبدالحليم يصوَّر فيلمه «لحن الوفاء» حين أصابه التليف الأول للكبد من مرض البلهارسيا، ثم بدأ العلاج في القاهرة على يد الدكتور، زكي سويدان، وبعدها طارَ إلى لندن، ليتلقى العلاج على يد أكبر أساتذة الكبد في العالم، ما أعطاه هدنة قليلة من النزيف الذي كان يباغته مثل الوحش المفترس. 

في يوم 28 سبتمبر 1970، رحل عبدالناصر، الرجل الذي اعتبره عبدالحليم «أبوه الروحي»، لذا حزَن كثيرًا، إلى أن أصيب بالنزيف مرة أخرى، وعلى إثره نُقل إلى المستشفى، وهناك نقلت له زجاجة دم، كأى مريض عادي، ولكن لأن ضلع «المرض» لعب دورًا أساسيًا في سيرة عبدالحليم، كانت تلك الزجاجة تحتوي على فيروس، انتقل لهُ مع نقل الدم.

بسبب «البلهارسيا»، عانى عبدالحليم طوال حياته، من الآثار النفسية التي سببتها له أو الآثار المرضية، داخل بيته، كانت تقام الموائد يوميًا، حيث يقوم بتقديم أصناف الطعام المختلفة، وفقًا لشهادة طبيبه، وهو يثنى عليه، كان يراهم يأكلون بينما يُحرم هو من تلك اللذة بسبب مرضه، حيث شدّد الأطباء على أن يأكل المسلوق وكمية قليلة من اللحوم، ويخلو طعامه تمامًا من كل التوابل والمشهيات، وعندما كان يتم دعوته لتناول العشاء في أي مكان، كان يقترح على أصدقائه تناول أصناف معينة، وكأنهُ تناولها من قبل.

كان يخشى حليم أن يمنعه النزيف من الغناء، كمّا يقول طبيبه: «حين توجهنا إلى أمريكا بحثًا عن خبرة جديدة لم يكن الحل المقترح إلا عملية جراحية قديمة كانت تجرى في لندن، بل وفي القاهرة أيضًا، للتخلص من خطر النزيف، حيث تهدف إلى ايصال الوريد القادم من الأمعاء بالوريد الرئيسي الذاهب إلى القلب، دون المرور على الكبد». 

بدَت تلك العملية هي الحل الأوحد في حالة حليم، ولكنه عندما علم أن العملية ربمّا تسبب نوبات من الغياب عن الادراك والوعي، بسبب مرور مواد سامة إلى المخ، رفضها تمامًا، خوفًا على مشواره الفني، بل واحتمل نقل الدم إليه خلال الحفلات الغنائية، حيث كان يقبع وراء الستار، أربعة متطوعين بين صفوف الجمهور، أثبتت الاختبارات التى أجريت لهم، عدم وجود أي أمراض معدية في أجسادهم.

يقول دكتور، هشام عيسى، عن ذلك: «خلال السفر كنت أحمل ثلاجة صغيرة بها زجاجات الدم إلى جانب بعض الأدوية، ولكن في مرة جاءته نوبة النزيف ونحن داخل شاليه العجمى، شهر أكتوبر 1971 ولم تسمح الحالة أو الوقت بنقله، واضطررت للبحث عن متطوعين في الجوار وكان العجمى قد خلا من كل المصيفين، وعثرت على ضالتى حين استدعيت ابنتى شقيقتى من شاليه مجاور وهما عزة بلبع وشقيقتها، وبالفعل تطابقت فصيلة الدم». 

أما أشدَّ نوبات النزيف التي هاجمت حليم، حدثت لهُ في المغرب، عقب انتهاء إحدى حفلاته عام 1972، حدثت ليلاً في الفندق، كمّا ذكر الطبيب: «أيقظنى حليم والدم يغطى فراشه وملابسه وأرض الغرفة، هرعت إلى بنك الدم فى مستشفى -ابن سينا- في تلك الساعة لأحضر له زجاجة دم لحين نقله إلى المستشفى فى الصباح».

ووصفه خالد منتصر في مقال لهُ بعنوان «حليم وتجارة المرض وبروفة الموت»: «دمعت عينا د.هشام وهو يحكى قصة النزيف الذى حدث فى المغرب، نافورة دم فى الرابعة صباحاً بعد حفلة غنائية رقص فيها المغاربة، وللأسف كانت رقصة على جسد مذ بوح، غنت الحنجرة ونزف وبكى الكبد المقروح المجروح، نزف حليم دمه كله مرتين تقريباً».

وأضاف: «قضى عبدالحليم في المستشفى 15 يومًا بين الموت والحياة ثم حملتنا طائرة خاصة إلى مستشفى -سالبتيير- في باريس بتوصية من الملك الحسن حيث أقام شهرا كاملا، تم خلاله عمل كونسولتو من كل من عالجه فحضر الدكتور ياسين عبد الغفار من القاهرة والجراح العالمى تانر من لندن، واشترك معهما رئيس قسم الكبد في المستشفى الفرنسى وهو سارزان، ولكن لم يسفر ذلك عن أي جديد وظل الأمر على حاله حتى اتصل بى دكتور تانر». 

قال الطبيب البريطاني، «تانر»، حينها لطبيب عبدالحليم: «أنا أرثى لحالك ولكننى سأعرض عليك اقتراحا قد يكون هو الحل فهناك طبيب أنف وأذن اسكتلندى من جامعة (رادكليف) كتب بحثا بأنه يحقن دوالى المرىء بمادة تمنع النزيف وسوف أرسل هذا البحث إليك، فهذا رقم تليفونه اتصل به».

اتصل طبيب عبدالحليم بالفعل بالدكتور «ماكبث» الذي أوصى به «تارنر»، وقال له: «إن وافقت سوف أقوم بنقله في مستشفى صغير بجوار جامعة (رادكليف) ولن أكون مسئولا عن المريض، تسلمه لى قبل العملية و أتركه لك بعدها»، وبذلك كان حليم أول مصرى يجرى له حقن الدوالى وتكرر الأمر بعد ذلك.

قصة اللحظات الأخيرة في حياة العندليب

في يوم اﻻربعاء 30 مارس عام 1977 إستفاق حليم من نومة في الساعة العاشرة صباحا واخذ حماماً وطلب من السفرجي الخاص به والذي كان مرافقا له طلب منه ان يصفف له شعره،

وبعدها دخلت عليه السيده نهله القدسي زوجة الراحل محمد عبدالوهاب قائلة له انت النهاردة زي القمر وانا همسك السرير بدال الخشب عشان الحسد فضحك حليم وقال لها انا نمت 16 ساعة ولسة صاحي وبعدها انصرفت حيث كان سيتم تعليق الجلكوز في يده وبعدها اتصل حليم بمنزله في الزمالك وطلب منهم ان يقرؤا له الفاتحة في الحسين وان يجهزو له منزله ويكونوا علي استعدادا ﻻنه سيعود بعد إجراء العملية.

بعدها اخذ يلقي نظرة علي الصحف المصرية وكان حليم طبيعيا حتي الساعة الثانية عشرة ظهرا حتي دخل علية الطبيب اﻻنجليزي وصارحة بالحقيقية وان الكبد تالف وان العمليه مصيرها صعب ولكن من الممكن لوتم عملية ذرع كبد افضل، ولكن حليم رفض ﻻن ذرع الكبد لونجحت فسيكون ممنوع من الغناء او اي شئ متعلق بفنه وقال هعمل العملية بتاعة كل مرة حتي لو هاموت وحاول معه الدكتور ياسين عبدالغفار ﻻقناعة بان الحالة خطيره والكبد تالف لكنه رفض وخرج اﻻطباء وانهار حليم بالبكاء ونظر الي السفرجي وقال له إحتمال دي تكون اخر مرة اشوفك فيها،

 وكان عبد حليم معه بعض اﻻطباء من مصر ولكنهم اختفوا ﻻنهم يعلمون بصعوبة الحالة وسئل عنهم حليم فلم يجد اﻻ الدكتور ياسين عبد الغفار حتي جاء موعد العملية وتم نقل عبد الحليم علي التروللي الخاص بالعمليات فوقع من جيبة المصحف الصغير الذي كان يضعة تحت رأسة اثناء كل عملية ودخل وبعد 40 دقيقة خرج حليم من العمليات وهو يصرخ ويبكي من شدة اﻻلم وتم وضعة علي سريرة ونادي علي مجدي العمروسي وسلمه الوصية التي كتبها وقال له حليم ، نفذها يامجدي وفني امانة في رقبتك وخرج الجميع وبعد نصف ساعة دق جرس انذار موضوع بجوار حليم فدخل علية اﻻطباء .فقال حليم بصوت ضعيف وواهن فيه دم في بقى قاصداً فمه، فقال له اﻻطباء دي تصفية من العملية ووضعو فنجان بجوارة وقالو له لو تكرر ذلك اخرج الدم في هذا الفنجان.

وبعد نصف ساعة دخلت الممرضة للإطمئنان عليه فوجدت الدم يملئ الغرفة ويخرج من فم حليم علي اﻻرض فقامت بدق جرس اﻻنذار وحضر اﻻطباء وقامو باعطاء حليم حقن دم في رقبتة وفي انحاء جسده لتعويض النزيف ولم ينجحوا فقام احد اﻻطباء باحضار جهاز بة قربة رفيعة ورقيقة يبلعها المريض ويتم نفخها فتتحرك داخل الجسد وتقوم بسد اﻻماكن التي يأتي منها النزيف مادعى الدكتور مجدي قائلا له ابلع يا حليم ابلع ياحليم حتى قام عبد الحليم  بإبتلاع نصفها ثم مات،

 وفي هذة اللحظة جاءت الحاجة عليه شبانه شقيقة حليم ﻻنها كانت في ضيافة صديقه لها في لندن .ودخلت علي حليم والكل حوله فبكت وقالت .حبيبي حبيبي حبيبي في الجنة ان شاء الله وقامت بتغير ملابسه حليم والباسه جلباباً نظيفاً.