إكتشاف صخور حية غامضة قادرة على النمو والحركة

 كشف أسرار " الصخور الحية " أحجار غامضة قادرة على النمو والحركة في رومانيا !!


مازال هناك العديد من الأسرار في الطبيعة يقف أمامها العلماء حائرين حتى أن بعضها لا يجدوا له تفسير حتى الآن ، ولذلك فإننا طوال الوقت نرى العديد من الأخبار التي تكشف لنا أماكن في عالمنا مميزة للغاية وتحتوي على العديد من الأسرار فقد تميزت بلدة صغيرة في رومانيا تسمى " كوست سيتى " بأنها موطن لظاهرة جيولوجية غير عادية  تعرف بـ " تروفانتس " حيث تم إكتشاف صخور قادرة على النمو ببطئ فى وجود مياة الأمطار وكذلك الحركة !! كيف ذلك !! وما هى هذه الظاهرة ؟


بحسب ما كشفت عنه الأبحاث العلمية فإن تاريخ وجود هذه الأحجار يرجع إلى ستة ملايين عام تقريبا حيث أنها في بدايتها كانت عبارة عن حصى صغير مثل الذي يستعمل في بناء المباني ولكن مع مرور الوقت أصبحت هذه الأحجار قادرة على النمو حيث وصل طول الحجر الواحد اليوم إلى 10 أمتار في المتوسط فهناك أجحار أطول ببعض السنتمترات وأخرى أقل.


وقد توصل العلماء إلى مجموعة أخرى من الخصائص يتشابه فيها هذا النوع الغريب من الصخور مع الجنس البشري حيث كشف العلماء عن قدرة هذه الأحجار الغريبة على التكاثر كما أنها تتنفس مثل البشر ولكن على أوقات متباعدة قد تصل من يومين إلى ثلاثة أسابيع تقريبا .

الصخور الحية برومانيا


تتنوع أشكال ظاهرة الـتروفانتس بإختلاف الشكل و الحجم فبعضها يمكن أن يتناسب مع راحة اليد بينما قد يصل إرتفاع البعض الآخر إلى أربعة أمتار ونصف المتر .


بدءا من الحصى التي تنمو بنحو 5 سم كل ألف عام تعد الأحجار الطافية عبارة عن هياكل معدنية فريدة تحاكي الحياة النباتية والثدييات ، ويبدو أن الأحجار الحية الغريبة هذه تنمو بنفس طريقة نمو الأنسجة النباتية وتولد أحجار جديدة تماما مثل الحيوان.


ولا تظهر أحجار الـتروفانتس ببساطة من الأرض بل إنها موجودة في كتلة رمال من مختلف العصور الجيولوجية التي تصل إلى نتوءات طبيعية أو في مقالع الرمال.


ويشار إلى أن مصطلح " تروفانتس " (Trovants) هو مرادف للمصطلح الألماني ( Sandsteinkonkretionen ) والذي يعني " العقدة أو الدرنة الرملية " ، وقالت الدكتورة " ميرسيا تيكليانو" من المعهد الجيولوجي في رومانيا إن كلمة trovant أستخدمت لأول مرة في الأدبيات الجيولوجية من رومانيا.


ويمكن لزوار موقع كوست سيتى المشي على مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأحجار الكروية التي تنمو ببطء مع مرور الوقت في وجود مياه الأمطار وهي تتكون أساسا من قلب حجري صلب محاط بالرمال التي تشكل قشرته ، وتشكل المعادن الموجودة في مياه الأمطار تفاعلا داخليا يؤدي إلى زيادة الضغط في الداخل مما يجعل الصخور تنمو وتتكاثر.


وبمعنى أوضح فإن هذه الأحجار هي عبارة عن نوع من الخرسانة أو الحجر المتصلد ( حبيبات أو صخور رملية رسوبية مرتبط بعضها ببعض بواسطة أسمنت من الحجر الجيري (كربونات الكالسيوم)) .


ولم يجد العلماء أي فرق بين تروفانتس والقاعدة الرملية المحيطة، لذلك يشتبهون في أن الأشكال الكروية تشكلت من خلال النشاط الزلزالي المكثف وطويل الأمد بشكل غير عادي في العصر الميوسيني الأوسط قبل 6 ملايين عام وأن موجات الصدمة المنبعثة من الأرض ضغطت الرواسب الرملية وركزت الأسمنت الجيري لتتشكل كتلها الكروية.


وبمرور الوقت تسببت العناصر في تآكل الحجر الرملي من حولها مما أدى إلى تعريض الصخور الأكثر كثافة ، وعندما تتعرض لأمطار غزيرة يمكن أن يتسرب بعض الأسمنت إلى سطحها مما يضاف تدريجيا إلى المحيط الخارجي للحجر بمرور الوقت.


ولم يكتب الكثير عن هذه العملية ولكن يقال أنها تحدث فقط في نحو 4-5 سم على مدى 1200 عام ، وعند قطع الحجر يمكن ملاحظة نتوءات وحلقات تشبه هذا إلى حد كبير الحلقات التي تشكل محيط الأشجار، والتي يمثل كل منها فترة نمو محددة.


وعلى الرغم من أنها ليست على قيد الحياة بالمعنى العلمي، فقد وصفها السكان المحليون والسياح على حد سواء بأنها حجارة حية بسبب الطريقة التي يبدو أنها تتغير فيها مع مرور الوقت فضلا عن قدرتها على الإنتقال من مكان إلى آخر وهو ما يرجح أنه يحدث بسبب زيادة كتلة الحجر من جانب واحد وهذا يؤدي إلى ميله إلى الأمام.


والمفاجئة الحقيقية كانت عندما كشف الباحثين عن وجود نبض غريب داخل هذا النوع من الأحجار الموجودة في رومانيا ، وقد كشف عنه الباحثين بإستخدام بعض المعدات عالية الحساسية بالإضافة إلى قدرة هذا الأجحار على الحركة التي جعلت سكان المدينة يعتقدون وجود أشباح داخل هذه الأحجار وخرجوا أيضا ببعض الخرافات حولها ، ولكن العلماء فسروا الظاهرة المتعلقة بالحركة حيث يرجع الأمر إلى زيادة كتلة هذه الأحجار من جانب واحد فقط مما يؤدي إلى إنخفاض هذه الكتلة الثقيلة على حساب الأخرى الأقل من حيث الوزن مما يجعل لديها القدرة على التحرك بمعدل 2.5 ملم كل أسبوعين تقريبا .


كوست سيتى ليست المكان الوحيد الذي توجد فيه حجارة تروفانتس بل إنها في جميع أنحاء منطقة الكاربات في رومانيا بحسب دراسة شاركت في تأليفها الدكتورة " ميرسيا تيكليانو" من المعهد الجيولوجي في رومانيا .


ومع ذلك، فإن تلك الموجودة في كوست سيتى معروفة جيدا ولها أقطار كبيرة كما أنها كروية وبيضاوية الشكل لكن العديد منها له أشكال مزدوجة ومعقدة.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال