-->

لماذا أختار الله جُحر الضب دون غيره من الحيوانات؟

 لماذا جُحر الضب ؟!


من معجزات النبي محمد ﷺ أن الله سبحانه وتعالى أطلعه على كثير من الأمور التي تكون في أمته من بعده في أزمنة مختلفة ، ولذلك وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين في آخر الزمان الذين يتبعون عادات وأخلاق وأفعال من غير هدي الإسلام بأنهم لو رأوا من يقلدونهم يدخلون جحر الضب لدخلوه وراءهم.


لماذا أختار الله سبحانه جُحر الضب، ولم يختر جُحر حيوان آخر ؟‏ روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوي قال:


لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعا ، حتى لو دخلوا جُحر ضب تبعتموهم ، قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟


الحديث له ألفاظ أخرى بالمعنى نفسه والتشبيه بجحر الضب.‏ بحثت في الأمر كثيراً ، حتى شاهدت مرئية لإخوة من الجزيرة العربية يصطادون ضبّاً وهنا كانت المفاجأة !‏وجدتهم يصطادون الضب عن طريق ملء جُحره ماءً كثيفاً ، فيضطر للخروج ، فيمسكون به في الحال .. وذلك أن الضب يقوم بعمل فتحة واحدة للجُحر ، بعكس بعض الحيوانات التي تعمل عدة فتحات للجحر بغرض التهوية والتمويه للهروب من الأعداء‏ إذاً جُحره تهلكة ، مميت لمن بداخله ، فلو أغلق أحد هذه الفتحة عليه لم يستطع الخروج ومات مدفوناً بداخلها ، أو يغمره بالماء فيضطر للخروج .


وقد قرر الخبراء بالحيوان أن جُحر الضب يجمع بين القذارة الشديدة والضيق ، فلا جمال فيه يجذب من يدخله !‏ وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يقول لنا : إنكم ستتبعون سنن الكافرين وأفعالهم وتسيرون على خطاهم خطوة خطوة ، حتى فيما إتضح قبحه وصوره ، وذلك مانجده واضحاً في كثير من القضايا التي ثبت فشلها في الغرب ، ومع ذلك نريد أن نسير عليها رغم شكوى الغرب منها‏( كقوانين الأسرة ، والزواج المدني ، وأمر الشذوذ ، والموضة القاتلة ، وقوانين العلاقات الأسرية ، وتحرر الفتيات من الولاية بعد سن محدد ، وحرية الزنا ، وشرب الخمر ، وغيرها مما تشمئز منه النفوس السوية .

جُحر الضب 

لقد صدق قول رسولنا صلى الله عليه وسلم‏ ، حيث إتبع الكثير الغرب الذي يقوده اليهود والنصارى شبراً شبرا ، وذراعاً ذراعا ، حتى عبادة الشيطان لم تعد سوى تعبير عن الحرية الشخصية ، لقد فقدوا هويتهم بتقمصهم وتقليدهم لشخصية الغرب .


عليهم أن يعيدوا بناء شخصياتهم ويرفضوا الشخصية الضبّية‏ وأن يكون المنهج هو قوله تعالى :


﴿ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴾ 


وإلا سيكتب علينا وإلى الأبد ، البقاء في جُحر الضبّ.