قصة حقيقية لعائلة أكلوا أكثر من ألف شخص وتحولت قصتهم لسلسة أفلام رعب.
رعب حقيقي لعائلة أكثر من 40 فرد أكلوا أكثر من ألف شخص وتحولت قصتهم لسلسة أفلام رعب ، عاشوا لسنوات دون أن يكتشف أمرهم ونهاية مأسوية و مفزعة لمئات الأسر.
عيون خفية تراقب بصمت فريستها عاثرة الحظ وهي تخطو إلى داخل الفخ المميت الذي أحكمت نصبه لها ، أحداث تحبس الأنفاس لقصة حقيقية تحولت إلى أحد أنجح أفلام سينما الرعب الأمريكية .
التلال لها عيون (The Hills Have Eyes) فيلم رعب أمريكي من أنتاج عام 2006 وهو مقتبس عن فيلم رعب آخر حمل نفس العنوان من إنتاج عام 1977م.
الفيلم يتحدث عن مجموعة من المسوخ البشرية التي تختبئ في منطقة نائية بعيدا عن أنظار الناس!
لتفسير وجود هذه المخلوقات المشوهة نشاهد في مقدمة الفيلم لقطات ومشاهد للتجارب النووية التي كانت الدول الكبرى تجريها بسرية تامة حول العالم ، يتخلل تلك اللقطات عرض صور سريعة لأجنة بشرية أصيبت بتشوه خلقي نتيجة تعرض والديها للإشعاعات النووية ، أى أن الإشعاعات الناجمة عن التجارب النووية هي التي أدت إلى ظهور هذه المسوخ المشوهة.
كاتب ومخرج الفيلم الفرنسي الشاب "الكسندر أجا" يقول:
"لقد أستندنا في وصفنا وإخراجنا إلى وثائق حقيقية ، صور ولقطات أظهرت لنا تأثيرات الإشعاعات النووية في تشرنوبيل وهيروشيما"
في بداية الفيلم ، نشاهد عائلة آل كارتر وهي تنطلق في رحلة بالسيارة عبر صحراء نيو مكسيكو بإتجاه مدينة سان دييجو في أقصى غرب أمريكا .
كانت العائلة تتألف من الأب بوب وزوجته إيثال والأبنتين لاين وبراندا والإبن بوبي وصهرهم دوج ، وأخيرا الحفيدة الصغيرة كاثرين ، إضافة إلى كلبين.
خلال الرحلة يتوقف آل كارتر عند محطة وقود نائية في منطقة تكاد تكون مهجورة ، صاحب المحطة العجوز يوهم العائلة بوجود طريق مختصر عبر الصحراء فيرسلهم عمدا إلى فخ مميت داخل أرض قاحلة جرداء كانت يوما ما محلا للتجارب النووية التي أجرتها الحكومة الأمريكية في فترة الحرب الباردة.
آل كارتر أبتلعوا الطعم بسهولة وساروا بمفردهم في ذلك الطريق المختصر الموحش والخالي من أي أثر للحياة ، لكن ليس لوقت طويل ، فما أن قطعوا مسافة قصيرة من الطريق حتى قام شخص مجهول برمي سلسلة معدنية مسننة تحت عجلات سيارتهم مما أدى إلى تمزقها و فقد الأب بوب السيطرة على السيارة فأصطدم بصخرة كبيرة.
مع سيارة معطلة وإطارات ممزقة داخل تلك الأرض الموحشة سيواجه آل كارتر محنة رهيبة ، ستكون صراعا مريرا ودمويا مع مجموعة من المسوخ البشرية المرعبة التي حولت تلك الأرض الجرداء إلى فخ مميت لصيد طرائدها البشرية.
تلك الأحداث التي سردتها بإختصار مأخوذة من قصة حقيقية ، يمكنك مشاهدة الفيلم وتكملة باقي الأحداث لكن ما يهمنا هو ، القصة الحقيقية ؟!
فيلم "التلال لها عيون" مقتبس عن فيلم رعب أقدم يحمل نفس العنوان تم أنتاجه عام 1977، أحداث الفيلم السبعيني تدور حول عائلة تعيش وحيدة في منطقة نائية وتمارس أكل لحوم البشر ، القصة مقتبسة عن حكاية شعبية أشتهرت في الريف الأسكتلندي خلال القرن الثامن عشر وتدور حول عائلة ساوني بين (Sawney Bean) المتوحشة
قصة سوني بين وعائلته الوحشية |
"ساوني بين" كان أبن فلاح أسكتلندي لجأ مع زوجته إلى كهف كبير يقع على شواطئ جالواي في إسكتلندا ، هناك في مخبأهم المظلم أنجب الزوجان عدد كبير من الأبناء والبنات ، ولأنهم عاشوا في عزلة تامة عن البشر لذلك قام ساوني بتزويج بناته لأبنائه .
بمرور الأعوام أزداد عدد الأحفاد والحفيدات نتيجة زنا المحارم بين الأشقاء والشقيقات فتحولت العائلة إلى عشيرة صغيرة ، وحوش عائلة ساوني بين عاشوا داخل كهفهم المتواري عن الأنظار خلف الأحراش ومياه البحر لقرابة الخمسة والعشرين عاما ، وخلال تلك السنوات الطوال كانوا يحصلون على طعامهم من لحوم المسافرين التعساء الذين كان حظهم العاثر يقودهم للمرور بالأرض المحاذية للكهف .
جرائم العائلة وصلت إلى نهايتها الحتمية في أحد الأيام عندما أفلت من قبضتها احد المسافرين بعدما شاهد زوجته المسكينة وهي تذبح كالشاة ويتم تقطيع جسدها إلى أشلاء من قبل أبناء وبنات ساوني المتوحشين .
الرجل المذعور أنطلق على فرسه بأقصى سرعة نحو العاصمة جلاسكو من أجل إخبار السلطات هناك عما شاهده ، ملك إسكتلندا الذي أزعجه إختفاء المسافرين الغامض لمدة طويلة ، أمر بتجهيز حملة عسكرية ضخمة لتفتيش ريف جالواي ، ولحسن الحظ أنتهت تلك الحملة بإلقاء القبض على جميع أفراد العائلة الدموية .
الملك طلب من جلاديه بأن لا تأخذهم بساوني بين وعائلته أي رحمة وأمر بإبادتهم جميعا رجال ونساء وأطفال ، وقد نفذ الجلادون أوامره بحذافيرها ، فكان موت شياطين العائلة مؤلما وبطيئا .
أنقسم المؤرخون حول حقيقة أحداث قصة "ساوني بين" ، البعض يعتبرها مجرد خرافة شعبية لا أساس لها من الصحة ، والبعض يعتقد بأنها تستند بالفعل لأحداث واقعية جرت خلال القرن السادس عشر
القصة التي ذاع صيتها ألهمت العديد من صانعي أفلام الرعب لإقتباس نموذج العائلة المتوحشة لإستخدامها كمادة في أفلامهم .
المنطقة التي يصورها الفيلم ، صحراء نيومكسيكو ، كانت بالفعل مسرحا لأول تجربة نووية أجرتها الولايات المتحدة عام 1945 والتي قاد نجاحها إلى إلقاء قنبلة الولد الصغير (Little Boy) فوق مدينة هيروشيما اليابانية في 6 أغسطس عام 1945م ، تلا ذلك بثلاثة أيام إلقاء قنبلة الرجل البدين (Fat Man) فوق مدينة ناجازاكي .
كما أن الفيلم لا يخلو من حقائق موثقة ، كالبلدة الزائفة التي نشاهدها خلال الفيلم والمليئة بالعرائس البلاستيكية ، فمثل هذه البلدات كان الجيش الأمريكي يشيدها في مناطق التجارب النووية لدراسة القوة التدميرية للقنبلة محل الإختبار على المدن والناس!
أحداث القصة الحقيقية سوني بين وعائلته :
سوني بين وعائلته الوحشية هي واحدة من أغرب القصص في التاريخ ، حيث أشتهرت هذه العائلة بأكل لحوم أكثر من ألف شخص ، كانت العائلة تقطن كهفاً نائياً على شاطئ البحر بعيداً عن أعين البشر .
ولد ألكسندر بين في لوثيان الشرقية وهي مقاطعة إسكتلندية في أوائل القرن الخامس عشر . كان والده يعمل في حفر الخنادق ، و عندما شب سوني شرع في العمل كبستاني في إحدى المزارع ، تزوج سوني من إمرأة وعاشا معاً لفترة من الوقت. وقد شعر حينها أن عمله كبستاني لا يناسبه ، وقررا ترك القرية والذهاب بعيدا ، أو طردا منها .
في البداية لم يعلم الزوجان مكان يمكنهما الذهاب إليه ، وخلال سيرهما كانا يقيمان معسكراً للراحة والغذاء ، ثم العودة مجدداً إلى مسيرهم. حتى اكتشفا كهفاً أمام البحر كانت المياه قد غمرت مدخله ، صعدا إليه بروية حتى توقفا أمام المدخل لبعض لحظات ثم دلفا إلى الداخل. هنا تفكر سوني قليلاً وأخبر زوجته أنهما لن يجدا مكاناً أفضل من ذلك الكهف للإقامة فيه. وافقت الزوجة على اقتراح زوجها وبدأت حياتهما الجديدة.
بدأ الزوجان يشعران بالجوع ، وأنطلق سوني يبحث عن غذاء يقتات عليه هو وزوجته ، إلا أن أقرب مكان لهما كان بلدته الذي طرد منها. لذا كان من المستحيل أن يعود إلى هناك ليطلب طعاماً ، وفي نفس الوقت لم يكن باستطاعته أن يذهب إلى بلدة أخرى دون وجود مال معه ليدفع ثمن الطعام. من هنا جاءته فكرة شريرة ألا وهي السطو وسرقة المسافرين الذين يمرون من هذا المكان.
بدأ بالفعل مع زوجته في سرقة المسافرين، وحصلوا على الكثير من الأشياء الثمينة التي قاموا بتخزينها في كهفهم، لكن لم يستطيعا بيعها خشية أن يكتشف الناس أمرهم. ومع أشتداد حدة الجوع لم يجد سوني وزوجته إلا أن يقتلا المسافرين ثم سحب جثثهم إلى داخل الكهف ، وبعد ذلك يتم ذبحها وأكلها. وبالتالي لم يتركا أي دليل على الجرائم.
بمرور الوقت ، أنجب سوني وزوجته عدداً كبيراً من الأطفال يقدر عددهم بثمانية أطفال. ومع أستمرار عمل الزوج والزوجة في قتل المسافرين وأكلهم كبر أبناؤهما الثمانية بما يكفي لمساعدته في هذا العمل. ثم أنجب الأبناء الذكور أطفالاً من أخواتهم البنات ليمنحوا سوني وزوجته 32 حفيداً. عاشت العشيرة بأكملها عن طريق السرقة والقتل ، وأكلت ضحاياهم. وقد كانت الأسرة تخلط بعض بقايا الطعام في الملح والخل لاستخدامها كإمدادات في الأوقات السيئة التي لا يجدوا فيها مسافرين.
رعب عائلة ساوني بين |
لكن أختفاء العديد من البشر لم يمر دون ملاحظة. حيث عثر الناس في المدن المجاورة على بعض بقايا هذه الجثث التي تخلص منها سوني بين وزوجته عبر إلقائها في البحر. وفي ذلك الوقت سرعان ما إنتشرت قصة المستذئب وهو رجل يتحول إلى ذئب عند إكتمال القمر في كل شهر ، يمشي المستذئب في الغابات ليبحث عن ضحاياه ومن ثم يقتلهم وفي النهاية يعود في هيئة رجل كما كان من قبل. ومع أستمرار إرتفاع أعداد المفقودين ساد الإضطراب بين السكان ، مما أضطر ملك إسكتلندا إلى إرسال جنوده وضباطه من أجل البحث عن ذلك المستذئب أو أياً كان المسؤول عن إختفاء الناس وقتلهم ، وقد أشتبه الجنود في بعض الرجال ، فأحضروهم إلى الملك الذي أمر بإعدامهم دون ضجة. لكن لم يتوقف الأمر على إعدام هؤلاء ، فبعد الإعدام إستمر إختفاء المسافرين كما كان ، مما يثبت براءة من أعدموا.
وفي إحدى الليالي وأثناء عودة زوجين إلى منزلهما بعد حضور كرنفال في المدينة، إذا بهما أمام حشد من الوحوش البشرية. أسقطت هذه الوحوش المرأة من على ظهر حصانها وقتلوها على الفور ، لكن زوجها أستطاع أن يدافع عنه نفسه وفر هارباً. مما أضطر العائلة خشية إنكشاف أمرهم إلى الهروب من الكهف، والبحث عن مكان أخر. لكن لم يتسنى لهم الرحيل.
فبعد إكتشاف أمر هذه العائلة أمر الملك جنوده بالبحث عنهم ، وقد كلف بهذه المهمة أكثر من 400 رجل مع كلاب مدربة. وسرعان ما اكتشف الرجال الكهف الذي كانت تقطنه هذه العائلة قبل هروبها. عند دخولهم الكهف أصيبوا بصدمة شديدة لما رأوه ، حيث رأوا أجزاء من الجثث البشرية تتدلى من السقف ، وكذلك تم العثور على بقايا وجبات من لحوم البشر ومتعلقات خاصة بالقتلى في كل مكان. هذا بالإضافة إلى ظهور 47 شخصاً متوحشاً من أفراد الأسرة مازالوا يقبعون في زاوية الكهف.
بعد القبض عليهم أمر الملك جنوده بإيداعهم في السجن، لكن سرعان ما تراجع عن قراره بعد أن شعر بأن هؤلاء الأطفال قد اعتادوا على أكل لحوم البشر والقتل وسفاح القربى لذا لن يكون في إستطاعتهم تخيل حياة أخرى غير تلك التي نشأوا عليها. ومن هنا أمر بإعدامهم بسرعة دون محاكمة. حيث قطعت أيادي الرجال وأرجلهم ونزفوا حتى الموت. أما النساء فتم حرقهن وهن أحياء.
إرسال تعليق