-->

لماذا لاتحلق الطائرات فوق المحيط الهادئ

 لماذا لاتحلق الطائرات فوق المحيط الهادئ ؟


تُعّد الطيارات في عصرنا هذا أحد أهم وأسرع وسائل المواصلات وأكثرها آمانا ، لأنّه يتم فحصها بدقة قبل المغادرة ، وتتوفر أدوات وأجهزة إستشعار يمكنها إكتشاف ومراقبة كل نظام ، وغالباً ما تُتخذ إجراءات تصحيحية دون أيّة تدخلات إضافيّة من الطاقم.


تتصل تقريبا جميع دول العالم بشبكة كبيرة من المطارات وآلاف من الرحلات الجوية التي جعلت من العالم قرية صغيرة علي الرغم من ذلك إلا أنه لا تزال هناك أماكن محظورة أو لا يفضل الطيران فوقها لأسباب مختلفة ، ولكن أغلبها قطعا أسباب أمنية وذلك من أجل ضمان سلامة المسافرين .


من المناطق المحظورة للطيران بعض المناطق الجبليّة في جبال الهيمالايا وكذلك هضبة التبت أكبر هضبة في العالم التي يبلغ إرتفاعها أكثر من 4000 متر ولا توجد مواقع للهبوط ، وبالتالي سيضطر الطيارون إلى تقليل إرتفاعهم بشكل كبير في حالات الطوارئ  ، وحسب قواعد الطيران فإن على الطيار أن يهبط بالطائرة إلى إرتفاع 10 آلاف قدم في حالات الطوارئ ومع وجود هذه السلاسل الجبلية تحت الطائرة يكون تحقيق ذلك أمر مستحيل مما يجعل التحليق فوق هضبة التبت والسلاسل الجبلية المرتفعة أمر متعذرأ للطائرات.


وبالتّالي سيصبح الهواء غير مناسب للتّنفس ، وسيضطر الركاب لوضع أقنعة الأُكسجين لمدة عشرين دقيقة، وهذا سيزيد من إحتمال وقوع الحوادث.


المحيط الهادئ هو أكبر المسطحات المائية على سطح الكرة الارضيه بمساحة تبلغ 169 مليون كم مربع ( ثلث مساحة الارض) .


وأعمق مكان فيه يصل الى 11 كم وهي أعمق نقطة بالكرة الأرضية خندق ماريانا .


في الواقع ، هناك تعليمات يجب الإلتزام بها عند الطيران (ETOPS) ، وتنّص هذه التعليمات على أنّ أقرب مطار يجب أن يقع على مسافةٍ لا تزيد عن ثلاث ساعات ، وبالتالي في حالات الطوارئ ستُتاح للطّيارين الفرصة للهبوط وإنقاذ العديد من الأرواح ، علي الرغم من وجود  طائرات يمكنها السّفر لمسافاتٍ طويلةٍ دون التّزود بالوقود ، لكنّها ستظّل أكثر آمانا في حال تواجُد مطار قريب.


لماذا لاتحلق الطائرات فوق المحيط الهادئ 

هناك الكثير من الوجهات التي يتطلب السّفر إليها عبور المحيط الهادئ مثل: جزر هاواي وغيرها ، وتبّين أنه يمكنك الطيران ولا يوجد ما يمنع ذلك ولكن التّدفق العام لحركة المرور يبقى منخفضا. 


ولغرض اجراءات السلامة ، يسلك قادة الطائرات الطرق المنحنية للعبور من آسيا إلى أمريكا وبالعكس ، لأنّ مواجهة مشكلة ما في الطيارة أثناء التحليق فوق المحيط الهادئ ستصبح أمراً مربكًا لهم بسبب صعوبة تحديد مكان الهبوط الذين يؤمن الحماية من الحوادث، لذلك فهم يعمدون إلى اختيار الطرق التي تتضمن أكبر عدد من المطارات كإجراء إحتياطي لمواجهة أي طارئ. 


كما إنّ معظم شركات الطيران لا تعمد إلى إنجاز رحلاتها عبر التحليق فوق المحيط الهادي ، وإنّما تجدهم يختارون الطيران وفق مسارات ملتوية والتي غالبًا ما تمر فوق مساحات برية ، وقد تعتقد أن ذلك عديم الجدوى لأنّ الطريق المستقيم أقصر من المنحني إلا أنّ هذه النظرية غير صحيحة ، فلا تنسى أنّ الأرض ليست مسطحة وإنّما كروية وبذلك فإنّ الطرق المنحنية تكون أقصر من المستقيمة، وبذلك فإنّ الرحلة الجوية ستتم في وقت أقل وستكون ذات كفاءة أعلى بسبب ما توفره من إستهلاك للوقود.


وفضلًا عن السبب المذكور سابقًا، فإنّ شركات الطيران التجارية تفضل إتباع الطرق المنحنية للسفر بين الولايات المتحدة وآسيا ، لأنّها تعتبر ذلك أكثر أمانًا من الطرق المستقيمة ، إذ أنّها تعمد إلى التحليق فوق كندا وألاسكا لتوفير الوقت والوقود والذي سيزيد من أرباح الشركة بطبيعة الحال.


كما أنّ الطيارين يشعرون بنوع من الأمان والثقة في أتباع الطرق المنحنية ، لأنّ مواجهة مشكلة ما في الطيارة أثناء التحليق فوق المساحة  الشاسعة للمحيط الهادئ ستصبح أمرًا مربكًا وخطيرا لهم بسبب صعوبة تحديد مكان الهبوط الذين يؤمن الحماية من الحوادث ، لذلك فهم يعمدون إلى إختيار الطرق التي تتضمن أكبر عدد من المطارات كإجراء إحتياطي لمواجهة أي طارئ .