-->

فراشة فرقة رضا حاصلة على الماجستير واسمها ميلدا ، اشترى لها والدها بدلة رقص قبل أن تكمل 10 سنوات.. محطات في حياة فريدة فهمي


نبذة مختصرة عن الفنانة فريدة فهمي 

أحد مؤسسي فرقة “رضا” الاستعراضية بل فراشة وبطلة تلك الفرقة، ورغم عملها كممثلة ومشاركتها في أفلام عديدة أبرزها كان فيلم (غرام في الكرنك)، إلا أنّ نجمها لم يسطع إلا من خلال الرقص.

إنها الفنانة المعتزلة فريدة فهمي، التي شكّلت مع الفنان الراحل محمود رضا ثنائي مميّز بفرقة “رضا”، أحبّت الرقص منذ صغرها فأبدعت على المسرح.

وفي هذا المقال سنذكر لكم أبرز المعلومات عن الفنانة فريدة فهمي، وأهم المواقف والمحطات التي مرّت بها في حياتها الفنيّة والخاصّة. 

مولد ونشأة الفنانة فريدة فهمي 

اسمها الحقيقي “ميلدا حسن فهمي”، واشتهرت فنيًّا باسم “فريدة فهمي”، وهو الاسم الذي اطلقه عليها المخرج “كامل التلمساني”.

 فريدة فهمي، ممثلة ومغنيّة وراقصة استعراضيه ولدت في 29 يونيو 1940 بحي مصر الجديدة، ولكنّها تعيش حاليًّا بمنطقة الزمالك.

تربت داخل أسرة متنوعة الثقافات وتقدّر الفن، فوالدها حسن فهمي، مؤسّس قسم هندسة الإنتاج بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أما والدتها فهي سيدة إنجليزية.

وتعرّف حسن فهمي، علي والدة فريدة فهمي الأجنبية خلال سفره في بعثة إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، فأحبّا بعضهما البعض، وأسلمت، وتزوجها وأطلقت على نفسها اسم خديجة وأنجب منها “ميلدا” و نديدة أو كما يطلقوا عليها “ديدة”.

فريدة فهمي و شقيقتها وبينهم محمود رضا 

بداية موهبة فريدة فهمي منذ الطفولة 

تربت الفنانة المعتزلة فريدة فهمي داخل أسرة مثقّفة، فوالدها الدكتور حسن فهمي كان مهتمًّا بالتاريخ ومعرفة الثقافة المصرية بشكل كبير، لذا كان حريصًا على زرع حب التعلّم والشغف داخل بناته.

فعاشت فريدة فهمي بفضل والدها حياة مليئة بالنشاط، فكانت وما زالت تحرص على التعلّم والمعرفة، وكان لهذه النشأة دورًا كبيرًا في تشكيل شخصيتها.

وحكت الفنانة فريدة فهمي، في حوارٍ صحفي، عن طفولتها ودور والدها في حياتها إذ قالت: “أبي كان شخصًا منفتحًا، ومتطورًا، وكان مُهتمّا جدّا بالتاريخ، وبالثقافة المصرية، فزُرنا كل المتاحف”.

وتابعت فريدة فهمي: “وكنا نسافر معه إلى الريف، وإلى الأقصر، وأسوان، ونذهب إلى السينمات، والنوادي، وظل عنده هذا الشغف حتى رحيله، وبالتالى فأنا من صغري ألعب في فريق السباحة في نادي هوليليدو”.

 وأضافت فريدة فهمي أن والدها كان يؤمن بموهبتها، لذلك سمح لها بالرقص في مدرج كلية الهندسة وهي في الثامنة من عمرها.

وساعدها أيضا في تنمية موهبتها وشغفها بالرقص، فاشترى لها «بدلة رقص» قبل أن تكمل العاشرة من عمرها.

 فريدة فهمي حاصلة على ليسانس آداب 

الفنانة فريدة فهمي: “التحقت بعدها بمدرسة الباليه، وحصلت على الليسانس من كلية الآداب وأنا راقصة، والشرط الوحيد الذى اشترطه علىَّ والدي في بداية حياتي هو لا تهملي دراستك من أجل الرقص”.

درست الفنانة فريدة فهمي اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وساندها والدها في دراستها.

ووالدتها أيضًا كان لها دور في تأسيس نجاح فريدة فهمي ونجاح فرقة رضا، فهي التي صممت ونفذت كل ملابس الفرقة

حياة الفنانة فريدة فهمي الشخصية 

أما عن حياتها الخاصّة، فقد تزوّجت الفنانة فريدة فهمي من الفنان والراقص الراحل “علي رضا”، شقيق الفنان محمود رضا، ولم تنجب منه حيث اتفقت معه على عدم الإنجاب.

فريدة فهمي مع زوجها على رضا 

من الأسباب التي سهلت زواجهما، هو أن شقيق علي، (محمود رضا)، سبقه بحب «نديدة»، الشقيقة الكبرى لفريدة فهمي، فهذا جهل الأمور أسهل.

تروي فريدة في لقاء سابق لها: «كان (علي) يتردد على بيتنا لأن شقيقه متزوج من شقيقتي، وكان دائمًا عطوفًا وحنونًا معي، ويأخذني إلى أي مكان أحب الذهاب».

وتضيف: «وأنا في سن 18 سنة، اكتشفت فجأة أنني أحبه وهو يحبني، وفي نفس الأسبوع خطبني، وبعد 6 أشهر تزوجنا، كان ذلك في أواخر ديسمبر 1958، وكنت حينها طالبة في ثانوي».

وتزوّجت فريدة فهمي، علي رضا وهي بنت تبلغ من العمر 18 عامًا، وكان وقتها زوجها يبلغ 34 عامًا، ورغم فارق السن إلا أنّ زواجهما دام حتى وفاته في 1993 حيث دخلت في نوبة اكتئاب شديدة.

وبفضل عملها بفرقة “رضا” الاستعراضية، بجانب محمود رضا، حيث كانا ثنائي مميّز على المسرح، انتشرت شائعات بأنها متزوّجة من محمود رضا، وهذا ما نفته تمامًا، مؤكدة زواجها من شقيقه علي.

بداية فريدة فهمي في السينما

بدأت الفنانة فريدة فهمي أولى خطواته بالفن من خلال شاشة السينما، حيث ظهرت على الشاشة لأوّل مرّة عام 1957 كومبارسًا بجانب عبد الحليم حافظ في فيلم “فتى أحلامي”.

وبعد أن تزوّجت فريدة فهمي عام 1958 من المخرج علي رضا، اتجهت في العام التالي أي عام 1959 إلى ممارسة فن الرقص الايقاعي، خاصّة بعد أن قامت بتأسيس فرقة “رضا” الاستعراضية.

ورغم مشاركتها بالسينما كممثلة إلا أنّ فريدة فهمي لم تحظى بالشهرة إلا بعد أن بدأت فرقة “رضا” التي أسستها مع زوجها علي رضا وشقيقه محمود رضا تقدم أولى عروضها في أغسطس 1959.

نبذة عن فرقة رضا 

في نبذة سريعة عن «فرقة رضا»، قدمت الفرقة أولى عروضها في أغسطس 1959، وأصبحت الفرقة تابعة للدولة في عام 1961، تحت إدارة الشقيقان محمود

وكون الموسيقار علي إسماعيل أول أوركسترا خاص بالفنون الشعبية لمصاحبة الفرقة تحت قيادته، وقام بتلحين أشهر استعراضاتها.

وقامت الفرقة ببطولة 3 أفلام سينمائية هي (غرام في الكرنك - إجازة نصف السنة - حرامي الورقة)، وطافت الفرقة مختلف دول العالم محققة المراكز الأولى في معظم المحافل والمهرجانات الدولية، وقدمت الفرقة أكثر من 3000 عرض عالمي في أهم وأكبر المسارح حول العالم.

أهم أعمال الفنانة فريدة فهمي في السينما 

بعد نجاحها في فرقة رضا، دخلت فريدة عالم السينما، فوقفت بطلة أمام إسماعيل ياسين في فيلم «إسماعيل ياسين في البوليس الحربي»، وشاركت أيضًا في فيلم «الأخ الكبير» مع فريد شوقي وهند رستم.

وأسند لها يوسف شاهين دورًا في فيلم «جميلة بوحريد»، كما شاركت برقصة في فيلم «غريبة» مع نجاة وأحمد مظهر، وشاركت في العديد من الأفلام الأخرى، حيث شاركت الفنانة فريدة فهمي في 10 أفلام.

 سافرت فريدة فهمي حول العالم، بفضل فرقة رضا حيث ورقصت أمام ملوك ورؤساء الدول، حتى قررت الاعتزال وهي تبلغ من العمر 43 عامًا. 

اعتزال الفنانة فريدة فهمي 

تحدّثت فريدة فهمي عن الاعتزال وسببه في عز الشهرة إذ قالت: “قرار الاعتزال اتخذته وأنا في قمّة شهرتي، وكان عمري وقتها 43 عامًا، ولم يطلب مني أحد ذلك”.

وتابعت الفنانة فريدة فهمي: “ولكن استمعت لنصيحة والدي حيث كان دائم القول لى بأن الشباب والصحة لن يدوما، وأن ما يدوم هو العقل، وقد وضعت هذه النصيحة نصب عينى أثناء الاعتزال”.

فريدة فهمي مصممة ملابس 

ومع عملها كممثلة وراقصة، فقد عملت فريدة فهمي أيضًا كمصممة أزياء، فبعد وفاة شقيقتها “ديدة” التي شاركت في تصميم الملابس للفرقة منذ نشأتها، قررت فريدة أن تقوم بهذا الدور.

وبالفعل بدأت فريدة فهمي في تصميم الملابس للفرقة حتى أنّها قامت بتصميم ملابس مسرحية “ريا وسكينة”، بعد أن طلب المخرج حسين كمال من محمود رضا أن يجعل فريدة تقوم بهذه المهمّة.

وتحدّثت فريدة فهمي عن مهنة تصميم الأزياء إذ قالت: “تصميم الملابس أسهل ما يكون، وبعد وفاة أختي صمم لنا كبار مصممي الملابس ثم قررت أن أصمم بنفسي”.

وتابعت فريدة فهمي: “الصعوبة تكمن في التنفيذ، وهو ما كانت مسئولة عنه والدتي، وبخصوص (ريا وسكينة)، فقد تواصل المخرج حسين كمال مع محمود، وطلب منه أن أقوم بتصميم ملابس المسرحية، ووافقت”.

فريدة فهمي حاصلة على الماجستير 

وبعد اعتزالها الرقص في سن الـ43 سافرت الفنانة فريدة فهمي إلى أمريكا حيث درست هناك لسنوات: “قررت أن أتوج مشوار حياتى بعمل ماجستير في الولايات المتحدة استغرق 5 سنوات”.

وقالت فريدة عن تلك المرحلة: “سافرت وزوجي إلى أمريكا للتعلم وبالفعل حصلت على الماجستير فى علم الأنثروبولوجس أو علم الأجناس البشرية، فقد حصلت على الماجستير وأنا عندي 48 سنة”.

قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم الفنانة فريدة فهمي في احتفالية المرأة المصرية وعيد الأم في مارس سنة 2022.