-->

رهاب الرقم 13 وما سبب التشاؤم منه

 رهاب الرقم 13 Triskaideaphobia ، أو الخوف من الرقم 13 ، يشعر كثير من الناس بالخوف من الرقم 13 فهم يتشاءمون من ذكر الرقم 13 وفي الحقيقة هو تشاؤم متوارث بمعني ورثه الأبناء عن الأجداد دون فهم السبب وراء ذلك ، والخوف من الرقم 13 ليس موجود في البلدان العربية وحسب ولكنه أيضاً موجود في الثقافة الغربية وهو سبب عدم وجود رقم 13 في كثير من الفنادق .   


• رهاب الرقم 13 :


في الحقيقة رهاب الرقم 13 لا يتناسب تماماً مع التعريف السريري للرهاب ، فالرقم 13 ليس شيئاً أو موقفاً يسبب حاله من الخوف الغير عقلاني لدي الشخص ، وقد يكون من المستحيل علي المريض تجنبه ، علاوة علي ذلك من أجل تشخيص الرهاب يجب أن يؤثر بشكل كبير علي حياة المريض . 

رهاب الرقم ١٣

كما يجد معظم الأشخاص الذين يعانون من رهاب رقم 13 أن خوفهم لا ينشأ إلا في مواقف معينة ولا يضر بحياتهم بشكل كبير ، لكن هل يمكن ربط هذا الرهاب بالخرافات ؟ 


لقد ناقش الخبراء منذ فترة طويلة الصلاحية العلمية لرهاب الرقم 13 :

يشعر البعض أنه يجب تصنيفها علي أنها خرافات أو حتي إعتبارها علامة علي الإعتقاد في السحر ، والتي يمكن أن تشير إلي إضطراب الوهم بالإقتران مع أعراض أخري .    


• أصل الخوف من رقم 13 


بغض النظر عن التصنيف العلمي ، فإن رهاب الرقم 13  Triskaidekaphobia هو خوف قديم ومتفشي ، يرتبط بشكل عام بالمسيحين الأوائل ، حيث يظهر الرقم 13 في بعض التقاليد الكتابية ، علي سبيل المثال ، كان هناك 13 شخصاً حاضرين في العشاء الأخير ، يسوع ورسله ال 12 ، يقول البعض أن الخائن يهوذا هو الثالث عشر الذي ينضم إلي الطاولة ، قد يكون هذا هو أصل الخرافة التي تنص علي أنه عند تناول العشاء 13 سيموت المرء في غضون عام ، ومع ذلك فإن الرقم 13 معروض أيضاً بشكل إيجابي في الكتاب المقدس ، علي سبيل المثال يتحدث سفر الخروج عن صفات الله الثلاثة عشر ، لذا فإن هذا الإرتباط لا أساس له من الصحة ، علي الرغم من إستمرار كثير من الناس في الربط بين الرقم 13 .   


بالإضافة إلي ذلك يمكن العثور علي أدلة هذا الرهاب في بعض تقاليد ما قبل المسيحية ، علي سبيل المثال في أساطير الفايكنج ، يعتقد أن لوكي هو الإله الثالث عشر ، ويقال أيضاً إنه تطفل علي مأدبة فالهالا التي دعي إليها 12 إلهاً ، سرعان ما قتل الإله بالدر بطريق الخطأ علي يد شقيقه ، بإستخدام رمح قدمه له لوكي .  

اصل الخوف والتشاؤم من رقم 13

وفي روما القديمة كانت الساحرات يجتمعن في مجموعات تضم 12 ساحرة ، أما الرقم 13 فهو الشيطان . 


والإسكندنافيون القدماء كانوا يعقدون حبل المشنقة 13 عقدة .  


ويعتقد البعض أن حوّاء أعطت آدم التفاحة ليأكلها يوم جمعة ويفضلون الإعتقاد أنه كان جمعة 13 من الشهر .


ويعتقد أيضاً أن قابيل قتل هابيل في مثل هذا اليوم . 


يمكن العثور علي أقدم إشارة معروفة للخوف من الرقم 13 في قانون حمورابي لبلاد الرافدين ، وهو قانون بابلي يعود تاريخه إلي عام 1760 قبل الميلاد تقريباً .  


فالقوانين مرقمة ، لكن الرقم 13 محذوف مع الأرقام من 66 إلي 99 ، لذلك من الممكن أن يكون الرهاب منتشراً علي نطاق واسع حتي بين الشعوب القديمة .  


وفي وقتنا الحاضر رهاب الرقم 13 مقبول علي نطاق واسع بين الثقافات الغربية فيعتبر البعض في العالم الغربي المتمدن الرقم 13 رقماً مشؤماً ، ولذا لا يرغب بعضهم أن يرتبط هذا الرقم بأي شئ يخصهم فهم يتجنبون أن يكون رقم منزلهم 13 أو رقم غرفتهم 13 في الفندق بل أن معظم الفنادق الغربية تحذف الطابق الثالث عشر كما يرغبون في أن يكون المكان الذي يسكنون فيه رقم 13 ، ولا يرغبون في تناول الطعام علي مائدة عليها ثلاثة عشر شخصاً . 


والعديد من شركات الطيران تحذف الثالث عشر في المقاعد ، حتي أن بعض المدن والبلدان تتخطي الشارع الثالث عشر . 


أما في البلدان العربية فالخوف من رقم 13 موجود ولكن ليس بالقوة التي عليها في الثقافة الغربية .   


• رأي الإسلام في هذا الرهاب للرقم 13


أكد أن الثقة بالله عز وجل وطرد الهواجس النفسية هما الحل للتخلص من فوبيا التشاؤم عامة ، سواء من رقم 13 أو غيره ، وإستشهد بحديث الرسول صل الله عليه وسلم الذي يقول فيه : 

" من ردّته الطيرة من حاجة فقد أشرك " فقالول يا رسول الله ما كفارة ذلك ؟ قال أن يقول أحدهم : اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك . 

والطيرة هنا في الحديث الشريف هي التشاؤم .