أين كان يقيم سيدنا يوسف في مصر أو أين عاش سيدنا يوسف في مصر ، أين ولد سيدنا يوسف عليه السلام ؟
ولد سيدنا يوسف في فدان آرام ، التي تقع بين الحدود السورية التركية ، ما بين نهر الخابور ونهر الفرات ، وكان يلقب بالصديق ، وجده أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام وقد بعثه الله نبياً إلى أهل مصر ، وهو أحد الأنبياء التي سميت باسمهم سورة في القرآن.
لم يتطرق القرآن الكريم الي تاريخ ولادة سيدنا يوسف ، وإنما بدأت قصته في القرآن بالإشارة إلي حسد وحقد إخوة سيدنا يوسف عليه ، كما أنه لم يتطرق إلى إسم أُمّه أو مكان ولادته ، ويقول علي جمعة مفتي الديار المصرية سابقا أن سيدنا يوسف دفن في نيل مصر وهذا أمر غريب وقد يكون فريد، وكأنّه إشارة إلى المكان الطاهر.
عاش يوسف عليه السلام في أرض مصر تحت حُكم الهكسوس ، الذين مكسوا بحكم مصر قرابة قرنين من الزمن إلي أن طردهم احمس الأول.
أين عاش يوسف عليه السلام علي أرض مصر |
عليه السلام سيدنا يوسف يُلقب بالصّديق ، هو إبن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ، فهو حفيد نبي الله وخليله سيدنا إبراهيم عليه السلام.
ولد يوسف عليه السلام وكان أبوه يبلغ من العُمر إحدى وتسعين سنة ، وأفترق عن أبيه وهو يبلغ من العمر ثمانية عشر سنة ، ودام فراقهم لمدة إحدى وعشرين سنة ، وكان السبب في فراقهما حسد إخوة يوسف له وإلقائهم إياه في البئر .
أين أقام سيدنا يوسف أثناء وجوده في مصر ، جدل كبير يدور حول المكان الذي كان يقيم فيه نبي الله يوسف في مصر.
يري البعض أنه كان يقيم في منطقة كوم أوشيم بالفيوم جنوب غرب مصر ، بينما يعتقد آخرون أنه كان يقيم في منطقة الأقصر التي كانت تسمي طيبة العاصمة الإدارية لمصر سابقا ، وتواجد فيها مقر الحكم و مقر إقامة الحاكم إخناتون .
فيما رأي آخرون أنه كان يقيم في منطقة ادفو بأسوان لكن الحقيقة أنه أقام وعاش في منطقة أرض جوشن المسماة بوادي الطميلات وفي المسافة الممتدة بين محافظتي الشرقية والإسماعيلية ، بينما يعتقد آخرون أنه عاش في الجيزة سقارة منف سابقا قرية العزيزية.
وبحسب موقع العربية ، قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ويحان ، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية و النشر العلمي بوجه بحري وسيناء ، إن دخول نبي الله يوسف مصر كان في عهد الأسرة السادسة عشرة أيام الملك (إبابي الأول) وهو المذكور في التوراة بإسم <فوطيفار> عزيز مصر ،
وقد وجدت لوحة أثرية عبارة عن شاهد قبر ذكر فيه إسم <فوتي فارع> كما إستدل من بعض الآثار عن الأسرة السابعة عشرة علي حدوث جدب في مصر قبل هذه الأسرة ، وهو ما ذكر في القرآن الكريم والتوراة عن سنوات القحط وبالتالي فدخول نبي الله يوسف وأخوته مصر يكون أقرب لعام 1600 قبل الميلاد وفي عهد الهكسوس.
أضاف ريحان إن كلمة إسرائيل تعني عبدالله وذكرت في القرآن الكريم في الآية التي تقول ( أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل ) سورة مريم 58 ، وذكروا في القرآن بإسم بني إسرائيل نسبة إلى جدهم الأول نبي الله يعقوب ، وعاش بنو إسرائيل ومنهم نبي الله يوسف بمصر في أرض جوشن أو جاسان المعروفة الآن بوادي الطميلات وهو الوادي الزراعي الذي يمتد من شرق الزقازيق بمحافظة الشرقية إلى غرب الاسماعيلية وذلك حتى ولادة نبي الله موسي عليه السلام وهو موسي بن عمران بن يصهر بن قاهث ابن لاوي بن يعقوب عليه السلام ، وبالتالي فقد جاء نبي الله موسى من نسل لاوي أحد أخوة نبي الله يوسف عليه السلام.
ويوضح د.ريحان أن لقب حاكم مصر في فترة الهكسوس كان (ملكا) وليس فرعونا ، وكلمة فرعون كانت لقب كل حاكم مصري وليس حاكما بعينه ، ومن إعجاز القرآن الكريم أنه ذكر حاكم مصر عند الحديث عن قصة نبي الله موسي وفرعون الخروج بلقب فرعون وليس ملكا كما تقول الآية <<نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون>> سورة القصص،
إلا في سورة يوسف فقد ذكر حاكم مصر باسم <<ملك>> كما في الآية التي تقول 'وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)' [سورة يوسف]
'وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)' [سورة يوسف] وهذا يؤكد دخول نبي الله يوسف وإخوته مصر في عهد الهكسوس.
ويتابع د.ريحان أن خروج بني اسرائيل من مصر تم من منطقة
<سكوت> كما جاء في التوراة وهي لفظ عبري قديم تعني سوخيت بمعني
الخيام أو المظلات ، ويراد بها الأماكن المعدة للمسافرين كإستراحات مؤقتة ،
وموقعها الآن ما بين صان الحجر والصالحية وفيثوم وهي المدينة التي إكتشفها
العالم الفرنسي نافيل عام 1883 وموضعها تل الرطابية غرب بحيرة التمساح
بالإسماعيلية.
إرسال تعليق