-->

مفاجأة إكتشاف ديناصور مرعب عاش بالواحات البحرية في مصر من ملايين السنين

 بعد التأكد من أن مصر كانت منذ ألاف السنين موطنا صاخبا يعج بالبشر و الحياة عندما تم إكتشاف فيما يعرف بإنسان نزلة خاطر أحد أقدم الرفات البشرية في مصر وفي قارة أفريقيا وفي التاريخ .


مرورا بإكتشاف أكبر موقع حفريات الحيتان في العالم في العالم بوادي الحيتان الذي يعتبر احد أهم المواقع الإستراتيجية الإستثنائية الطبيعية في مصر خاصة والعالم عامه بإعتبار أنه أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو الفريدة والنادرة والغير متوافرة بمواقع أخرى في العالم بتلك الكمية (أكثر من 400 حفرية) وهو أكبر موقع حفريات حيتان عملاقة وصغيرة في العالم ويرجع تاريخ حفريات حيتان وادي الحيتان إلي 40 مليون عام .


إلي أن وصل الأمر الآن الي إكتشاف حفريات لديناصور عاش علي أرض مصر بالواحات البحرية من ملايين السنين وتقريبا قبل نحو 98 مليون عام ، لم تكن الواحات البحرية في مصر تُعرف بهذا الأسم ، بل كانت "واحة الديناصورات" حيث سادت بها صراعات دامية بين حيوانات مختلفة وعلى قمتها الديناصورات.

ديناصور هابيل المصري الواحات البحرية 

نظم فريق من باحثى جهاز شئون البيئة و علماء من مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية رحلة إستكشافية ، بمنطقة الواحات البحرية بصحراء مصر الغربية ، للبحث والتنقيب عن حفريات ديناصورات الأزمنة الغابرة ، حيث أسفرت الرحلة الاستكشافية عن اكتشاف حفرية لفقرة مغطاة برواسب صلبة من الحديد والرمل.


ونجح الفريق الدولي من علماء الأحافير الفقرية بقيادة مصرية في توثيق أحفورة ديناصور مفترس عاش قبل 98 مليون سنة في الواحات البحرية بصحراء مصر الغربية،


ويشبه إلى حد كبير ديناصور "تي ريكس" الشهير ، إذ عثر الفريق على أحفورة لفقرة مغطاة برواسب صلبة من الحديد والرمل ، ومن خلال دراسة تشريحية مفصلة إستغرقت عدة سنوات لهذه الأحفورة بعد إزالة الرواسب وترميميها تبين أنها تمثل الفقرة العنقية العاشرة من رقبة ديناصور ضخم آكل للحوم.

فقرات ديناصور الواحات البحرية 

يذكر أن هذا الديناصور المكتشف ينتمي إلى عائلة من الديناصورات تسمى "أبيلوصوريات" (Abelisauridae) أو ديناصورات "هابيل".


ويرجع أصل تسمية "هابيل" تكريمًا لـ "روبرتوا هابيل"، العالم الأرجنتيني الذي اكتشف أول أحفورة لهذه العائلة.


تتميز الديناصورات التي تنتمي لعائلة "هابيل" بشكلها المرعب وجمجمتها المخيفة ، وتخرج من فكوكها أسنان حادة أشبه بأنصل السكاكين ، بينما تُظهر قدماها الخلفيتان كتلة عضلية ضخمة لتساعدها في الهجوم والافتراس ، ورغم قصر طرفاها الأماميان لدرجة الضمور إلا أن تلك الديناصورات كانت من بين الأشرس على الإطلاق.


يقول "بلال سالم" المعيد بجامعة بنها والمبتعث بجامعة أوهايو بامريكا و المؤلف الرئيس لهذه الدراسة "على الرغم من أنه لطالما عُرِفت الواحات البحرية بغناها بالمحتوى الأحفوري؛ لما أنتجته من هياكل لأكثر الديناصورات شهرة في العالم ، إلا أنه لم يتم تسجيل أي ديناصور ينتمي لعائلة ديناصورات [هابيل] في الواحات البحرية من قبل.


ولذا فإن هذه الدراسة تكشف أسرارًا مهمة عن الحياة السحيقة في المنطقة بتسجيلها لديناصور مفترس متوسط الحجم -يُقدر طوله بنحو 6 أمتار .


ويوضح "هشام سلام"، أستاذ علم الأحافير الفقرية لدى "الجامعة الأميركية" بالقاهرة ومؤسس "مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية" ورئيس الفريق المصري: "أنه قبل نحو 98 مليون عام لم تكن الواحات البحرية تُعرف بهذا الأسم ، بل كانت واحة الديناصورات ، حيث سادت فيها صراعات دامية بين حيوانات مختلفة وعلى قمتها الديناصورات  وعاشت ديناصورات تلك الواحة على طول ضفاف نهر قديم عُرف بإسم (نهر العمالقة) في تلك البقعة عاشت واحدة من أضخم الديناصورات آكلات اللحوم وأيضًا أكلات العشب".


فيما صرح "مات لمانا" عالم الديناصورات الأميركي والمؤلف المشارك في الدراسة ، أن تلك الواحات البحرية "أخذت مكانة شبه أسطورية بين علماء الأحافير فقد أنتجت أول أحافير معروفة للديناصورات التي أدهشت العالم. ولكن لقرابة القرن ، كانت تلك الأحافير موجودة فقط كصور بسبب تدميرها أثناء قصف متحف برلين بألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية".


بينما يقول "باترك أوكانور"، أستاذ لدى "جامعة أوهايو" الأميركية والمؤلف المشارك في الدراسة: "لقد ألقيت نظرة على فقرات عدة ديناصورات من جميع أنحاء القارات الجنوبية ، من باتاغونيا إلى كينيا إلى تنزانيا إلى مدغشقر ، ولكن عندما رأيت صورة هذه الفقرة لأول مرة في عام 2016 ، عرفت على الفور أنها عظام رقبة ديناصور أبيلوصور مميزة للغاية".


والجدير بالذكر أن ديناصورات "هابيل" كانت تجوب القارات الجنوبية القديمة وأوروبا ، المعروفة بإسم "جندوانا" ، لذا قام الفريق البحثي بمقارنة تلك الفقرة مع مثيلاتها من مختلف القارات ، وأظهرت نتائج شجرة الأنساب وجود قرابة وثيقة بين ديناصور "هابيل المصري" وبين أقرانه من ديناصورات أميركا الجنوبية أقرب حتى من ديناصورات مدغشقر وأوروبا ، مما يدعم نظرية إنفصال مدغشقر عن إفريقيا قبل انفصال أميركا الجنوبية عنها.


وأكدت د. سناء السيد النائب السابق لمدير مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وطالبة الدكتوراه بجامعة ميتشجان الأمريكية والمؤلف المشارك بالدراسة على أن اكتشاف هذه العائلة الجديدة من الديناصورات من الواحات البحرية يؤكد أن أرض مصر ما زالت تحوي الكثير من الكنوز التي تساهم في تغيير رؤيتنا لتاريخ الحفريات الفقارية في العالم.

فريق عمل الواحات البحرية مكتشف الديناصور 

هذا وقدم د. أشرف عبدالباسط رئيس جامعة المنصورة ، تقريرا مفصلا للدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي حول نجاح فريق دولي من علماء الحفريات الفقارية بقيادة مصرية من مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية ، بالتعاون مع علماء من وزارة البيئة بالواحات البحرية ، في توثيق حفرية ديناصور مفترس عاش قبل 98 مليون عام في الواحات البحرية بصحراء مصر الغربية.