كم مرة هدمت الكعبة ولماذا ؟
كم مرة هدمت الكعبة
الكعبة المشرفة هي أحد أهم المعالم الإسلامية التاريخية وهي أقدس بقعة علي وجه الأرض ، وهي أول مكان بني للعبادة علي الأرض ، "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ" (آل عمران) فالكعبة عبارة عن بناء على هيئة مكعب ، تقع في وسط المسجد الحرام في مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية ، وهي جزء من المسجد الحرام ، والكعبة هي قبلة المسلمين وأهم مكان للعبادة في وقت أداء فريضة الحج ، ويُعد الطواف حول الكعبة من أركان الحج.
للكعبة عدة أسماء أهما وأشهرها هي (بيت الله)، وقد ورد في القرآن الكريم أسماء أخرى للكعبة ، وهي: البيت ، البيت الحرام ، البيت العتيق ، البيت المحرم ، أول بيت .
إختلفت الروايات حول بناء الكعبة فقيل أن الملائكة من بنوها لأول مرة و قيل أن سيدنا آدم من بناها وغيرها من الروايات ، ولكن ذكر القرآن الكريم إنَّ الله تعالى أمر نبيّه إبراهيم (عليه السلام) وإبنه إسماعيل (عليه السلام) برفع قواعد البيت (أي الكعبة) ، وقد امتثلا لأمر الله تعالى ، وبنيا الكعبة ، وأذن إبراهيم (عليه السلام) للحج.
صورة قديمة للكعبة المشرفة |
حصلت الكثير من الأحداث للكعبة كحماية الله تعالى لها من هجمة أصحاب الفيل ، ووساطة النبي الأكرم (عليه الصلاة والسلام) في وضع الحجر الأسود ، عندما إختلفت قريش أثناء تجديد بناء الكعبة في من يضعه في مكانه ، وحادثة ولادة علي أبي طالب (رضي الله عنه ) في الكعبة ، وإعتداء جيش يزيد عليها .
كم مرة هدمت الكعبة ومتي :
الظاهر من كتب التراث الإسلامي ، أن الكعبة قد هُدمت أربع مرات ، منهم ثلاث مرات بعد البعثة النبوية ، وقد ورد في صحيح البخاري حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يتحدث فيه عن هدم الكعبة في آخر الزمان ، حتى أصبح هذا الفعل شرطا من شروط قيام الساعة.
هدمت الكعبة في المرة الأولى على يد قريش ، في السنة الخامسة قبل الهجرة ، بهدف إعادة بنائها بعد تأثرها بالسيول ، وإختلفت قريش فيما بينهم حول من يضع الحجر الأسود ، في الحادثة الشهيرة ، فوضعه النبي صلى الله عليه وسلم.
المرة الثانية كانت في عهد عبد الملك بن مروان ، فقد هدم الكعبة بعد حصار مكة ، حيث تحصن بها عبدالله بن الزبير ، بعد حرب ضد خلافة يزيد ، وإستقل عبد الله بن الزبير بمكة فترة من الزمن عن دولة بني أمية فأعاد بناءها مرة أخرى لتبدو كما كانت عليه في عهد نبي الله إبراهيم ، فلما مات يزيد بن معاوية ، أعلن عبدالله نفسه خليفة على المسلمين ، وتولاها تسع سنين ، فبعث له عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي على رأس 6 آلاف جندي ، فحاصره في الحرم المكي قبل أن يضربه بالمنجانيق ، وبعد إنتصاره على أبن الزبير ، أمر عبدالملك أن يُهدم ما تبقى منها بعد أن هدمها الحجاج ، ليعاد بناؤها على الشكل الذي كانت عليه قبل تعديلات عبدالله إبن الزبير عليها.
المرة الثالثة ، التي هدمت فيها الكعبة فقد كانت في موسم الحج لعام 317 هجريا ، حين فاجأ أبو الطاهر القرمطي ، الحجاج ، وهجم عليهم بجيشه ، وقتل أكثر من 30 ألفا من الحجاج داخل الحرم المكي ، وبعد أن إنتهى القتال أمر أبو الطاهر أن يردم بئر زمزم بجثث القتلى ، و نزع كسوة الكعبة ، وخلع بابها ، وأمر بقلع الحجر الأسود ، وأخذه معه إلى مدينة الأحساء العراقية ، وكانت تسمى هجر وقتها ، وظل الحجر الأسود بحوذة القرامطة 12 سنة.
وكان سبب ذلك أن زعيم القرامطة أبو سعيد الجنابي قد بني بيتا في مدينة هجر ، ودعا الناس للحج إليه بدلا من الحرم المكي ، فلم يأته أحد ، وجاء إبنه فقرر أن الحجر الأسود سيرغم الناس على المجيء ، ففعل ما فعل ليأخذ الحجر ، ويضعه في البيت الذي بناه أبوه.
المرة الرابعة التي تهدمت فيها الكعبة كانت عام 1630 عندما تهدمت الكعبة بسبب سيول عنيفة ، خاصة وأن جدارها كان به صدع من قبل ، حاول السلطان العثماني أحمد الأول أن يحجمه بإقامة نطاقين من النحاس لتثبيت الجدار ، لكن بعد السيول الغزيرة ، تهدمت الكعبة ، فأمر السلطان مراد الرابع بتجديدها ، وجددت على يد مهندسين مصريين ، وأخذ بناؤها 6 شهور ، وهو البناء القائم حاليا.
إرسال تعليق